mercredi 21 mars 2007

يقولون...



يقولون إننا في القرن 21

يقولون إننا في أحضان أكثر العصور تطورا

يقولون إننا على عتبة أبواب العولمة

وبدوري أضم صوتي لكل من يقول هكذا شيء, نعم لقد نجحنا في الوصول إلى قمة التطور مقارنة مع سنوات الماضي, نجحنا في تطوير البنايات الشاهقة, والطرق المعبدة, ووسائل النقل السريعة, والأغذية المتنوعة, والأكسية المختلفة.

نعم نجحنا في تطوير الماديات والمظاهر لكن للأسف فشلنا في تغيير الأفكار المتكلسة وإبادة العقول المتحجرة, قلدنا مظهر الآخر لكن الجوهر مازال شبيها بأفكار الجاهلية السالفة.

كيف لنا أن نجرأ على القول أننا في أكثر المراحل تطورا والعين تخجل ما تراه في شوارعنا الضخمة من سرقة واعتداء على الضعفاء, تخجل لسماع كلمات نابذة ساقطة من شباب عربي مسلم يسب بها خالقه ورب نعمته عوض شكره وطلب مغفرته.

نخجل عند رؤية وحش مجرد من كل مقومات الإنسان يسعى إلى اغتصاب عالم بريء, وحش يختبئ وراء الستارة ممددا يده الملوثة, لتدنس عالم طفلة أو طفل بريء قصد إشباع رغباته الجنسية الوحشية.

تخجل من رؤية فتيات يتعرضن للتحرش دون أدنى تدخل من أحد, بل على العكس ربما تسمع تصفيقات مشجعة لذلك, حتى تضن بنفسك أنك في غابة لا يحكمها سوى الأقوياء, لا أمن يحمي, ولا سلطة تردع, ولا أعراف أو تقاليد تشفع.

نعم نخجل وقلوبنا تتمزق عند رؤية أم ترمي بفلذة كبدها في حلك الضلام, تتركه ضعيفا مجردا من سلاح يواجه به ضربات البرد القاسية, تتركه لشبح الزمن يفعل به ما يشاء دون رحمة أو رأفة, ليعود بنا شريط الذاكرة إلى عصر الجاهلية الذي كان الآباء فيه يئدون بناتهم دون رحمة أو شفقة, لكن مع فرق كبير بيننا وبينهم, على الأقل هم كانوا أرحم منا لأنهم كانوا يحددون مصير فلذاتهم يرسلونهم في برقية مستعجلة إلى خالقهم ليتولاهم ويرعاهم, عكس اللحظة فأبنائنا يتركون لمواجهة المجهول وما أدراك ما المجهول, في القديم كان الوأد من طرف الأب الجبار أما الآن وللأسف أخجل أن أقول أنه من طرف أحن صدر يلجأ له الطفل في وحدته وهو الأم, الأم التي سلخت من صفة الأنوثة... الرحمة... الرقة... العذوبة... الحب والعاطفة, أم استقرت أظافر راحتها إلى مخالب تعكس قسوتها, أم غذت حمرة شفاهها مصاصة دماء.

إذن كيف يقال عنا أننا متطورون, وأجسادنا الضخمة هاته تحمل عروقها دماء سوداء ملوثة بأفكار اعتقدنا في وهلة أنها طمست مع الماضي, لكن هيهات فالماضي القاتم يعود أدراجه, والملاحظ أننا سنستعيد عصرا طوته الأيام, عصرا تبرأ منه الإسلام ألا وهو الجاهلية.

يااااه كم هي غريبة هذه الحياة, فهي مليئة بالمصادفات العجيبة, وكم الزمان قادر على تكرار نفسه, لكن كما يقال إذا أعاد الزمان نفسه, فإنه وللأسف يعيده بصورة كاريكاتورية سمجة.

Aucun commentaire: