samedi 31 mars 2007

الراحة في بيت الراحة

"عيش نهار تسمع خبار" مثل لطالما كان رفيق دربي في الحياة, رغم أنني أعمد إلى تغييره في بعض الأحيان ليصبح "عيش سويع تشوف مصايب", بحكم احتوائه على حمولة كبيرة من المعاني, لأنه وللأسف لم تعد تسمع ما يثلج صدرك, أو ترى ما يسر نفسك, فشوارعنا المغربية أصبحت تعاني العديد من المشاكل والاضطرابات, التي تجعل كل مهتم منا يعيش وسط دوامة من الحيرة, وأمواج عالية من أسئلة تصب في كيفية التصدي لها والتخلص منها.

لم أتوقع أنه سيأتي يوم أتجول فيه بين أحضان شوارع مدينتنا الاقتصادية الكبرى, لأرى فيها أشخاصا مولين وجوههم للحائط دون أدنى خجل أو احترام بغية التبول, هذا الحائط الذي لو كان ينمو لأصبح لدينا أعظم وأعلى صور بالمغرب ينافس بذلك صور الصين العظيم, لكن مع عدم نسيان أشهر جملة وهي غالبا ما نجدها محفورة على جدران الشوارع "ممنوع التبول وشكرا", جملة ألفناها و اعتدناها لكن لم يكلف أحد نفسه عناء التفكير في معناها, أو المغزى في كتابتها, والدليل على ذلك أننا نجد أشخاصا يتبولون بجانبها متجاهلينها تجاهلهم للمارة, وكذا للتقاليد والأعراف التي تحت على ستر العورات.

كيف لنا أن نحترم مجرد كلمات منقوشة على حائط متسخ, في حين أننا لا نحترم الأحياء حتى ولو كان نباتا, لأن الحدائق هي أيضا لم تسلم من أمطار البول التي تجعلها أكثر نضارة وخصوبة, مستغنية بذلك عن أمطار السماء.

لذا يجب على المسؤولين أن يؤجلوا كل مشاريعهم الكبرى وكل أوراشهم التنموية الضخمة التي يفرعون لنا بها رؤوسنا كل يوم في نشرات الأخبار, وجلسات البرلمان, ويبدأون بتشييد مراحيض لهؤلاء المساكين من الشعب, مراحيض يرتاحون فيها عوض الالتجاء عند قضاء حاجاتهم الطبيعية في حالة الطوارئ إلى الجدران والحدائق العمومية.

Aucun commentaire: