lundi 2 avril 2007

أسمعتم قصة أسخف من قصة سندريلا ؟


الطفولة عالم جميل ورائع, مليء بالخيال والأحلام, بالبراءة والنقاء, نطلق فيه العنان لخيالنا لنفعل ما نشاء, من منا في طفولتها لم تحلم بأن تكون "السندريلا " تلك الفتاة الجذابة برقتها والفاتنة بعذوبتها, قصة شاهدناها آلاف المرات ولم نمل من إعادتها, كنا نشاهدها بعقل مغيب عن التفكير أو حتى التحليل, وكأن شيئا ما يشدنا من أيدينا ويطير بنا إلى عالم الأحلام أوبالأحرى عالم الأوهام, لأننا لو استخدمنا حينها ولو ذرة ذكاء من تفكيرنا لا اكتشفنا مدى سخف هذه القصة, وإلى أي حد تسعى إلى الاستهزاء بذكاء طفولتنا.

وللتأكد من ذلك, اضغطوا على زر ذاكرتكم واجعلوا الشريط يعود بكم إلى الوراء, إلى صفحات هذه القصة, حيث كانت السندريلا الفتاة الجميلة والهادئة الطباع تعيش في قرية صغيرة بمنزل رفقة أبيها وزوجته وأختين غير شقيقتين, كانت المسكينة تخدمهم بكل طاقتها "تغسل, تكنس, تطهو...", كانت تعاني الأمرين, بين فقدان الصدر الحنون و طأطأة الرأس لامرأة لا تعرف الرحمة أو الشفقة, لتستمر معاناتها في صمت وركود جاف, إلى أن جاء يوم أعلن فيه القصر الملكي قرار إحياء حفلة تشارك فيها جل بنات القرية, ليختار الأمير سعيدة الحظ التي تستطيع اختراق فؤاده والفوز بحبه, وبسبب جفاء وقسوة زوجة الأب لم تتمكن سندريلا من الذهاب رفقة أختيها إلى الحفلة, مما أثار حزنها وجعل حبات اللؤلؤ تشق طريقا نحيفا في خدودها المحمرتين, لكن وفجأة ظهرت ساحرة طيبة ساعدتها في الذهاب إلى الحفلة بأهى حلة, مع وضع شرط رئيسي وهو أن لا تتأخر سندريلا عن منتصف الليل, فقبلت المسكينة شرط الساحرة برأس مطأطأة كعادتها.

وصلت سندريلا إلى الحفلة ومع أول خطوة على عتبة القصر أثارت انتباه الأمير واستحوذت على قلبه النظيف من أي تجارب غرامية سابقة, رقصوا, تكلموا, تهامسوا, لكن الوقت لا يرحم ولا يشفق, دقت ساعة منتصف الليل, لتوقض الفتاة من أحلام سرقتها خلسة من الزمن, ركضت تجري إلى واقعها المأساوي قبل أن يكتشف أمرها وتصبح مهزلة أمام العيان, وبين الركض هربا من الأمير الذي كان يلحقها وسرعتها في مواجهة عقارب الساعة تسللت من رجلها فردة حذائها الزجاجي, هذا الحذاء الذي أصبح فيما بعد حلقة وصل أو بالأحرى وسيلة يجد بها الأمير محبوبته الضالة, وبالفعل وجد الأمير فاتنته من خلال الحذاء الزجاجي, الذي كان ورقة حظ لسندريلا كسبت بها حياة سعيدة ورغيدة.

إذن ما رأيكم في القصة؟ أ يعقل أن يتعرف الأمير على فتاته من خلال حذاء؟ إلا إذا كان وراء الأمر رمزية قصصية لم يفهما عقلي القاصر.

أيعقل أنه لم يتذكر وجهها؟ فلنفرض أن ذاكرته ضعيفة, ولكن إن كان كذلك, فسينسى روحها كما نسي شكلها, أم أنها كانت عادية وتشبهها كثير من الفتيات؟ لكن عين المحب تجد تميزا في الحبيب ولا تخطئه أبدا.

أعزائي الحالمين القصة وما فيها, أن الأمير لا يريد أن يتواضع وينزل إلى درك العامة ويخرج من قصره ليبحث عنها, فأرسل حذائها مع خدمه ليعثروا عليها, والغريب أن كل ما كانت ترتديه سندريلا عاد لسابق عهده بعد حلول منتصف الليل, إلا الحذاء الزجاجي الذي لم يعد إلى قبقاب بال.

لكن ماذا نفعل في عالم يصر فيه الجميع أن يحملوا الأطفال على اجترار سخافات غير منطقية.

Aucun commentaire: