jeudi 5 avril 2007

صدق أولا تصدق


انتابتني الدهشة والاستغراب وأنا أقرأ الخبر, الذي كان في أحد مواقع الإنترنيت لجريدة مصرية, خبر يطوي في سطوره عبارات تبشير و تهنئة للرجال, على ميلاد أول جمعية مصرية عربية, تهدف إلى رفع الظلم عن الرجل من لدن زوجته, الرجل العربي المعروف بتعامله الصارم مع المرأة, أو بعبارة أخرى شخصية"سي السيد" التي جسدتها روايات نجيب محفوظ, يحمل هذا المولود الجديد إسم أو بالأحرى شعار "جمعية المستضعفون في الأرض", صراحة لم أصدق الخبر, ضننته مجرد مزحة أو كذبة نيسان بحكم إشرافنا على شهر الكذب, لكن مع قراءة السطور وتوغلي في الموضوع, بدأت ملامح الشك بالاندثار, خاصة بعدما ضغطت على زر ذاكرتي ليعود بي الشريط إلى أحد أعداد الجريدة اليومية "الصحراء المغربية" التي كانت قد خصصت ملحقا يوم السبت والأحد تحث عنوان"نساء يعنفن الرجال" مرفقا بصورة لامرأة تحمل "طنجرة" محاولة ضرب زوجها بها, و بعض الصور الكاريكاتيرية التي جعلت من المرأة فاعلا والرجل مفعولا فيه (على مستوى العنف طبعا), ومواضيع مرفقة بدراسات وأبحاث عن المرأة العنيفة التي أصبحت كابوسا يرعب الرجال, هكذا غدا وصفها, تحولت أظافر راحتها في يوم وليلة إلى مخالب تعكس قسوتها وحقدها, وغدت في نظرهم حمرة شفاهها التي كانت تتزين بها لإرضائهم مصاصة دماء.

قسوة و وحشية أمعنوا في دراستها وتلذذوا في وصفها, أثبتوا بالحجج والدلائل تمرد اللبؤة عن قانون الطبيعة وسيرها عكس التاريخ, جعلوا منها إرهابية إن لم تستسلم يدمجونها ضمن القائمة السوداء التي لها استعداد دائم على الابتلاع و الابتلاع دون الوصول إلى حد التخمة.

إذن لقد انقلب السحر على الساحر, أو بالأحرى تمرد فأر التجارب الذي تمخضه صاحبه, لأنه سئم طأطأة الرأس ومل قول كلمة "نعم", فهنيئا لكم يا دعاة التحرر بتجربتكم الناجحة, هنيئا لكم بمولودكم الجديد الذي حاربتم من أجل إبرازه للنور, ألم تنظموا الندوات والمؤتمرات من أجل تحرر المرأة؟ ألم تسعوا إلى جعلها امرأة فعالة تواكب عصرها ؟ ألم تطالبوا بانفتاحها على المجتمع والعولمة؟ ألم تريدوا صياغة فكرها صياغة معاصرة؟ إذن ماذا؟ ألم ترقكم النتيجة التي جاهدتم في التخطيط لها؟

تبا لكم, اليوم أتيتم بعدما صفعتكم الصحوة للتحدث عن عنف أنتم سببه؟ عنفكم هذا تحملته المرأة قبلكم لزمن طويل دون حل أو التفاتة منكم, عنف جعل من جسدها مسرحا للعديد من أنواع الأذى, عنف امتزجت به لكثرة ما تعرضت له, عنف هي ضحيته كابنة, كزوجة, كعاملة, كامرأة محتلة في أرض مغتصبة, كامرأة تبحث عن مستقبلها وكيانها في عالم متخبط في آرائه ونظرياته, ومع ذلك لم يجبرها عنفكم على انسلاخها من صفة الأنوثة, الرقة, العذوبة, العاطفة, الحب... هذه الكلمات التي لو تعرفون مغزاها ما انتقدت أقلامكم عنفها, وهي التي وصفها شاعر المرأة نزار قباني "أشهد أن لا امرأة على محيطها خصرها تجتمع العصور وألف ألف كوكب يدور".

1 commentaire:

flyhi a dit…

ههههههههههههههههه اصل انتى ما تعرفيهم النساء المصريات بيعملوا ايه فى ازواجهن اقولك على اول حادثه حصلت هنا فى مصر تحديدا حصلت فى محافظتى وهى حادثه قتل وهى اول حادثه تحدث فى مصر من ذلك النوع تقريبا من 10 سنوات واحدة اسمها سميحه زهقت من زوجها قتلته وقطعته حتت وحتيطه فى كياس ورميته فى البالوعه وكل دة عشان عشيقها
اذا كان المرأة تمردت على الرجل فهى ايضا تتمرد لاجله