lundi 15 septembre 2008

"...الجمل ما كيشوفش كعبوبو"



ترددت طويلا قبل أن أرفع القلم, و أخط به في صفحاتي البيضاء
ترددت قبل أن أكتب حرفا... كلمة... جملة... أو سطرا...
لكن و أخيرا استطعت أن أتجاوز ترددي هذا, و أمسك القلم دون رعشة أو حرج, و أعلن و جهة نظري في موضوع الأفلام التركية التي صنعت ضجة غريبة في البلدان العربية.
ضجة لم تثر مثيلتها من قبل, لا مع الأفلام الأوروبية, أو الأمريكية و لا حتى المكسيكية.
جرائد انتقدت انتشار الأفلام التركية و ارتفاع نسبة مشاهدتها في الأوساط العربية, رجال ساخطون على إدمان زوجاتهم لهاته المسلسلات, و علماء من شتى الدول العربية اعتلوا كرسي الإمامة و حكموا بمنع بثها, و السبب أنها تمثل انحلالا في القيم المجتمعية و الأخلاقية, و سببا في تفكيك أسر عديدة في سوريا و الأردن و مصر و السعودية...
صراحة استغربت عندما اطلعت على السبب الذي قدمه الدكتور "محمد أبو ليلة" أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر لمنع بث فلم "سنوات الضياع" و "نور", و الذي يفيد أن هاته المسلسلات " تسببت في تمرد المرأة عن زوجها و بيتها و جعلتها تريد العشق و الحب و الهيام و التدليل من الزوج ".
عجبا لهذا السبب, هل أصبح من العيب أن تطلب الزوجة من زوجها تدليلها؟ هل من العار أن تحس الزوجة بعشق و حب زوجها؟
صراحة غريب أمر هؤلاء العلماء, هل نسوا أو بالأحرى تناسوا أن تاريخ السينما المصرية مليء بالانحلال الخلقي بشتى أنواعه "قبل غرامية... مشاهد ساخنة... علاقات غرامية داخل غرف النوم..."؟
أم المسألة و ما فيها كما يقول المثل المغربي الشائع "الجمل ماكيشوفش كعبوبو" .
كم من فلم مصري شد انتباه المجتمع العربي و كم من بطل و بطلة أذهبن عقول المشاهدين, وخير دليل على ذلك المسلسل المصري "ملك روحي" الذي كان يبث في شهر رمضان, بطولة الفنان الوسيم أحمد عز و نجمة الجماهير يسرا, المسلسل أو بالأحرى البطل صنع ضجة حينها, رغم أنه كان في أولى بداياته إلا أن العالم العربي بأسره أسر بأحداث المسلسل و تابعه بلهفة و شغف, تابع قصة الحب الرائعة و الشبه مستحيلة التي جمعت "محمود الشاطر" ب "ملك" شأنه شأن "نور" و "سنوات الضياع".
إذن, أين كان علماؤنا الأفاضل ساعتها؟ آآآآآه كانوا منشغلين بشهر رمضان؟ الله يكون في العون.
مسلسلات عربية عديدة تنتج و تبث في قنواتنا, و أفلام سينمائية كثيرة تعرض, و فيديو كليبات لا حصر لها تشمل كل فواحش الدنيا, و لا أحد يتكلم أو يعترض, هههه أضن سبب صمتهم راجع للبطل الذي لا يكون في الغالب وسيما كمهند أو يحيا.
المشكل ليس محصورا في الأفلام التركية أو المكسيكية, بل محصور فينا نحن, في علاقاتنا... تصرفاتنا... نظرتنا للمرأة ككائن يريد أن يحس بوجوده و قيمته في هاته الحياة ... يريد أن يعترف به من طرف نصفه الثاني الذي يشاركه سريره البارد...
الغريب في الأمر أن حالات الطلاق هاته سجلت في الشرق الأوسط فقط, يعني أنها لم تسجل في المغرب أو تونس أو الجزائر, مع العلم أن المسلسل كانت له جماهيرية كبيرة في العالم العربي بدون استثناء, ليتضح لنا أن السبب ليس في المسلسلات والأفلام, بل و للأسف فينا نحن أو إن صح القول فيه هو, في الرجل الشرقي الذي لزالت شخصية سي السيد طاغية على حياته, حتى مع زوجته التي يعتبرها كتمثال جليدي, ممنوع عليه سماع كلمات دافئة ... أو التلذذ بقبل ساخنة... تمثال جليدي كتب له أن يشاهد أحلامه في أعين الآخرين.
و رغم كل هذا الاعتراض فالموجة لم تنكسر بعد, ما زالت مصممة على العلو للوصول إلى الشاطئ من خلال مسلسل جديد تبثه قناة أبو ظبي, يحمل قصة بطلين جديدة تحت عنوان "دموع الورد".
في الآونة الأخيرة يعني وراء موجة المسلسلات التركية رأى المنتجون أن يمنحوا فرصة للأفلام الكورية, حتى تأخذ هي الأخرى نصيبها من غنيمة الأسد "الشرقي" , أبو ظبي و القناة الثانية المغربية أصبحتا مؤخرا تبثان أفلاما كورية مدبلجة, تتحدث في الغالب عن قصة حب تجمع بطلين عاشقين يتعرضان للمشاكل و الصعوبات, شأنها شأن معظم الأفلام الحالية لكن هذه المرة بنكهة مختلفة, نكهة كورية.
لكن عجبا لم أسمع بعد صدى علماؤنا الأفاضل, آآآآآه نسيت إنهم منشغلون بشهر رمضان الكريم, إذن فرمضان كريم وكل عام وعلمائنا الأفاضل بألف بخير
.

mardi 8 avril 2008

سألوها... فأجابت

من أنت؟
أنا تلك البنية التي طرحها الزمن في زوايا النسيان, أنا الزهرة البرية النابتة في سفوح الجبال, نذرتها و صعوبة نيلها جعلت الإنسان يستغني عن عطرها الفواح, و يكتفي فقط برؤيتها من أماكن بعاد, زهرة لو عرفوا قيمتها لتحملوا في سبيلها المخاطر الصعاب.
مهنتك؟
مداعبة القلم و التماس دفئ الورقة.
ماذا تعني لك الكتابة؟
الكتابة حروف و كلمات عالقة بحنجرتي...تصرخ...تزفر آهات صامتة, لكنها جارحة...و بعد معاناة و ألم, تخرج هذه الكلمات للنور لتعبر عن سخطها و غضبها من مواقف و مشاكل آنية.

الأم؟
أمي كهلال رمضان, الذي يطل علينا مرة في السنة, ننتظره بشوق وحنين لنلمس دفئه ونتشبع بإيمانه,ونرتمي في أحضان طهارته و صفاء نقائه.
الأب؟
يقولون إنه عماد الأسرة و حاميها, أليس كذلك؟ هههه معذرة لا أستطيع إفادتك لأني لا أعرف الكثير.
دفئ الأسرة؟
سمعت عن هكذا شيء, و أتمنى أن أتعرف عليه قبل أن ينتهي وقتي من هذه الحياة.
وما الذي تمثله لك الحياة؟
الحياة دوامة سريعة الدوران تبتلع كل من يقف أمامها أو جانبها, قاسية لا ترحم ولا ترأف, شبيهة بجلاد المساجين, إن عاندته زاد في قسوته وتهكمه, و إن راودته ضنك مستسلما, ضعيفا, دمية عليها تحمل مكبوتاته.
و كيف تجدين الحب؟
ههههه لا أعرف ما له و مالي, و لا حتى لماذا يكرهني و يسعى إلى إحباطي, لكني أعدك أني سأتغلب عليه.
السعادة؟
كأس زجاجية الكل يريد و يسعى إلى أن يرتشف من نبيذها ولو القليل, عله يروي عطشه الجاف, و المحظوظ من يصل إليها و يحافظ عليها مخافة الانكسار.
الرجل؟
طفل صغير, مليء بالمتناقضات, يريد كل شيء في حين أنه لا يعرف ما يريد, همه الوحيد امتلاك كل شيء.
المرأة؟
بنية بلهاء, لا تريد من هذه الحياة سوى الحب و الأمان, لذا تراها دائما تجري وراء عاطفتها و لا تستخدم عقلها, و هذا ما يميزها عن الرجل.
الحلم؟
واااو إنه من أعز أصدقائي لا يفارقني, لا في يقظتي, و لا في منامي, دائما بصحبتي يساعدني على تحقيق ما أعجز عنه في الواقع.
و الواقع؟
طابور طويل من الصفعات المدوية, لا توشك أن تستيقظ من الأولى حتى تفاجئك الثانية, و هكذا دواليك.
الناس؟
منهم من يحبونك دون مقابل, و منهم من يكنون لك الكره قبل أي تعارف, لذا يجب الحذر منهم لأنك أكيد لن تجدهم كما تتوقع أو تضن, و لن يكونوا رحمين بك إن غفلت, ينتظرون هفوة أو زلة لتسقط على الأرض و يستمتعون بالتفرج والضحك عليك.

samedi 29 mars 2008

دموع تطلب السماح


لا أعرف من أين سأبدأ, ولا حتى ما سأقول.
لأنه وبالرغم من كل ما حصل, و من كل ما قلت لي و فعلت, فحبك لازال يعيش و يكبر في أحشائي.
لازال حبك يقيدني بسلاسله الذهبية, و يأسرني في سجن غرامك الأبدي.
نعم, لا زلت أسيرة سحر كلماتك... ورقة عباراتك... ودفئ همساتك... وعمق نظراتك...
لازال لساني يقيد, و قلبي يخفق و يخفق عند رؤيتك أو محادثتك
ومع ذلك, أتيتك اليوم وكلي أمل أن تقبل مغفرتي وسماحي
سامحني, لأني استسلمت لحبك و كلماتك ذات الرقة الهاتنة
سامحني, لأني كلما أنظر في عينيك أغرق في سحر بريقهما الدافئ
سامحني, لأني أذوب كالسكر في شفتيك الشفافتين
سامحني, لأن جسمي تتملكه رعشة دافئة, كلما أمسكت يدي أو لاعبت خصلات شعري
سامح اشتياقي لك كلما غبت عن ناظري
و سامح أيضا وجنتي عندما تفتقد ملاعبة أناملك الحنونة لها
سامحني, لأني أصبحت مدمنة على شخص اسمه " أنت"
سامح صبية غبية لا تريد من هاته الحياة الفانية, سوى حضن دافئ يذيب جليد وحدتها الآنية
سامح صبية خائفة ...مرعبة من شبح الزمن و أيامه القاسية
سامح عشقها الطفولي و حبها الأبله لك
سامحني يا صاحب القلب المتسامح

mardi 25 mars 2008

امرأة تحترم الرجال


شعرت بالإثارة عندما وقعت عيناي على العنوان, وبالدهشة والاستغراب وأنا أقرأ الخبر, وبالرعب عند استكماله, حاولت أن أطرد التفاصيل من رأسي, أن لا أفكر في نتائج الحدث, أن أعيش يومي وأنسى غدي, أن ألجأ إلى رحاب إيماني, وأقول إن كل ما يحدث على هذه الأرض هو بمشيئته تعالى, لكن الفكرة ظلت تطبق بكفيها على عنقي, وكأني أنا المهتمة الوحيدة على هذا الكوكب.

كان لابد من أن أنصاع لسيطرتها, وأن أعود إلى التفكير فيها, تلك الطفلة المستنسخة التي جاءت إلى هذه الدنيا, حسبما يزعمون من خلية مأخوذة من جسم الأم ومطورة في المختبر قبل إعادة زرعها في رحم الأم, قالوا إنهم سموها "حواء ", صراحة إنه اسم جميل, لكنه في لحظة أرعبني وكأني أسمع اسم "دراكولا" أو "ريا وسكينة".

مهلا, ما دخلي في الأمر؟؟ وما علاقتي بالموضوع ؟؟ فالأمر لا يخصني, بل يخص الرجال أعني مليارات الرجال في هذا العالم, لأن المدافعين عن قضية الاستنساخ هذه, يقولون لكم أنتم الرجال وبكل بساطة:"شكرا, لسنا في حاجة إلى خدماتكم, مروا على المحاسب وخذوا مستحقاتكم, أنتم مطرودون من الوظيفة أو بالأحرى محالون إلى التقاعد اعتبارا من هذا التاريخ".

نعم هذه هي الحقيقة المفزعة, إنهم يحيلونكم أنتم الذكور إلى التقاعد, لكي يحصروا في المرأة وحدها القدرة على التكاثر, ومعنى هذا أنهم يسيرون عكس التاريخ وضد الطبيعة وخلافا لكل الشرائع التي اعتمدتها البشرية قانونا لها على مدى قرون.

ألم تجلدكم الفكرة أنتم يا نصف الكون بسوط قاس؟؟ ألم تهنكم وتسخر من رجولتكم؟؟

لا بالمعنى الضيق للكلمة, وإنما بمعنى الطعن في أحقيتكم كإنسان كان نصف الدنيا, وكانت شريكته حواء نصفها الآخر, فإذا بها تصبح الكل في الكل ويصبح هو مجرد"خردة".

أتعجب كيف أن الخبر أثار مجرد اعتراضات عابرة, أتعجب كيف لم تخرج المسيرات في طول البلاد وعرضها, شرقا وغربا, شمالا وجنوبا, لاستنكار خطوة الاستنساخ هذه, ووقفها بالقوة, لأنها ليست قضية رجل واحد أو شعب واحد بل قضية عالم بأسره.

والأدهى من ذلك أن الاستنساخ لم يقتصر على الإنسان فقط, بل طال حتى الحيوانات, حيث ثم استنساخ نعجة صغيرة قالوا إنهم سموها "دولي" ليصبح بذلك ذكور الحيوانات هم أيضا مجرد آنية على الرف, وتختال أنثاهم بامتيازاتها وبرحمها القادر على احتضان الخلية, وإكمال إنضاجها والتمخض بها, ثم إطلاقها إلى النور, خلية لم يخصبها ذكر قط, خلية لم تأخذ من أبيها أي شيء لأنها أصلا بلا أب.

في السابق كانوا يسألوننا عن أخطر وأهم اختراعات القرن العشرين, وكنا نفرح ونعدد المنجزات: الهاتف, الإنترنت, التلفزيون, الطائرة, السيارة, الصاروخ, الفضائيات...

يااااااه ما كان أغبانا, إن هذا الحدث الجديد هو الأخطر قاطبة, ولن يوازيه في الأهمية إلا اختراع أرحام في بطون الرجال لكي يتساووا مع النساء.

نعم تحسس كرشك أيها القارئ لابد أن الأطفال قادمون في الطريق.


jeudi 20 mars 2008

إلى من وضع الله الجنة تحت أقدامهن


أحيانا كثيرة قد يكون القلم خير معبر عن أحاسيسنا, ومترجما لمشاعرنا الصادقة, التي قد نعجز عن التعبير عنها شفهيا, فنلجأ إلى الورقة نبوح لها بكلمات لم يتجرأ لساننا على قولها.

لكن اليوم لن يستطيع القلم التعبير عن تلك الأحاسيس والمشاعر, لأننا أعزائي القراء سنستغني عنه و سنقف بمحبة ملئها الحب والإخلاص أمام الأم, تلك النخلة التي تطول الشمس في عطائها, سنقف أمام الوردة التي تعطي الريح الطيب والمسك العطر, سنقف أمام التي تعطينا دفئ الحياة وشعاع النور الذي يسطع في سماء بيوتنا, سنقف لنقول لها و بدون خجل أ وعجز شكرا.

شكرا لك أماه لأنك نبع الحنان المتدفق, الذي نستمد منه سر وجودنا وفرحتنا, شكرا لأنك الحضن الدافئ والعطاء الدائم, شكرا لأنك الزهرة الفواحة التي تنثر رائحتها في كل مكان, شكرا لك يا دنياي, فلولاك لما كانت الحياة, شكرا لك يا سيدة هذا الزمان.

فمهما كتبنا و قلنا و شكرنا, لن تكون كلماتنا أبلغ من كلمة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في حبه لأمه وبره لها حين توفيت " الآن فقدت الصديق الصدوق".

ومهما رأفنا بك, وسعينا إلى منحك ذرة من حقك علينا, فلن نكون أرحم بك من الله سبحانه و تعالى عندما قال في سورة الإسراء:"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما"

ويقول سبحانه وتعالى أيضا:"ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين"

فعلا أماه, فقد صدق من قال"إذا أبصرت عبقرية تشع أنوارها وتتلألأ في سماء المجد ساطعة, فأيقن أن وراءها امرأة توقد جذوتها وتبعثها من مكمنها"

و ما أجمل جواب أحد الكتاب حين سأله أحدهم عن أعظم كتاب قرأه في حياته: فقال: إن أعظم كتاب قرأته في حياتي هو "أمي".

فهنيئا لك يا أماه بعيدك, وتحية حب وتقدير وعرفان بالجميل, لجميع الأمهات المناضلات في فلسطين والجولان, العراق ولبنان, تحية للواتي قدمن للوطن أبناء يشهد لهم التاريخ بالإبداع والعبقرية والتضحية.

وقبلة ماس لك يا أغلى الناس.

lundi 10 mars 2008

عبد الرحيم العرجون الهرم الرابع في التحكيم


"و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل", آية لطالما كانت محور كلامه, و سندا له في جل مبارياته, فبمجرد أن تطأ قدماه عشب الملعب و يطلق صافرة البداية, يتحول ذاك الحكم الهادئ الطباع إلى أسد يجول الملعب طولا وعرضا, وتصبح عيناه البريئتان, ثاقبتان حادتان كنسر بري تراقبان اللاعبين ولا تفوت أو ترحم أخطائهم.

إنه عبد الرحيم العرجون من مواليد مدينة الدار البيضاء بتاريخ 19 يوليوز 1963, شغفه وحبه لكرة القدم جعلاه يمارسها في أحياء المدينة ككل المغاربة, ومن تم ستكون الانطلاقة إلى التحكيم في سن صغير بعصبة الشاوية عام 1981, دارت أول مقابلة له قام بتحكيمها بين الفتح الرباطي والكوكب المراكشي سنة 1987, و بمثابرة و عزم صعد سلم المجد, الذي فتح له ذراعيه نحو التحكيم الدولي, لتكون أول مقابلة يحمل فيها الشارة الدولية سنة 1994 بالجزائر, ضمن كأس إفريقيا للفرق البطلة, والتي جمعت مولودية وهران وفريق موكاس من إفريقيا, ليصبح بذلك حكما متميزا, فرض نفسه في التحكيم المحلي و الإفريقي بأسلوبه الراقي في إدارة المباريات, وشجاعته القوية في اتخاذ القرارات.

تاريخه الحافل بالإنجازات جعله هرم التحكيم الإفريقي و العربي كما يحلو لمحبيه مناداته, رغم أن هذا الهرم تعرض لاهتزازات و انتقادات حادة بمصر خلال نهائي كأس رابطة عصبة الأبطال الإفريقية, والذي خسره الأهلي المصري بثلاثة أهداف لواحد أمام النجم الساحلي في لقاء العودة, و اعتبروه المسؤول الأول عن هذه الهزيمة, إلى حد نعته بكل الأوصاف المخلة للآداب, الأمر الذي ندده الإتحاد العربي للصحافة الرياضية بشكل يزيغ عن الروح الرياضية, إلا أن هاته الانتقادات لم تجد سوى صدى صوت يقول "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" جملة تختزل في ثناياها قوة رجل يدري ما يريده في هاته الحياة, وهو منح الناس أحسن صورة للحكام.

دمجه ضمن قائمة أجود الحكام الأفارقة, وأكثرهم ثقة لدى الكونفدرالية الإفريقية للتحكيم, جعلا هذه الأخيرة تعمد إلى اختياره للعديد من المباريات المهمة والحاسمة, و آخرها اختياره لنهائيات كأس إفريقيا بغانا 2008, و التي تمنى أن لا يشارك في المباراة النهائية لها, لأنه وبروح وطنية مغربية كان يريد أن يكون المنتخب المغربي طرفا فيها.

لكن مباشرة بعد نهاية كأس إفريقيا للأمم 2008, ومن دون سابق إنذار صدم الجمهور المغربي والإفريقي و العربي عامة, بمفاجأة غير متوقعة, تتضمن قرار اعتزال الحكم عبد الرحيم العرجون ميدان التحكيم على المستويين المحلي والدولي, ليخلع وبعد قضاء 27 سنة من الخدمة والمزاولة, التي جال خلالها العديد من الميادين الوطنية والأدغال الإفريقية, البذلة السوداء في قرار لا رجعة فيه, فاسحا المجال على حد قوله: "لمجموعة من الحكام الشباب لإثبات ذاتهم وفرض أنفسهم في الملاعب الوطنية".

هاته الكلمات لم تثر استغراب عبد الله دهنوش أحد حكام خلية الدار البيضاء حيث يقول:"لم أحس يوما أن عبد الرحيم العرجون رئيس جمعية حكام عصبة الدار البيضاء الكبرى لكرة القدم, فلطالما كان الصديق الوفي و الأخ الناصح و الأب الخائف على مستقبل أبنائه, و لن أنكر أن الملاعب الوطنية ستفقد حكما متميزا, ونحن أيضا الحكام الشباب سنفتقد نصائحه لنا, المحتوية على مواد دسمة تفيدنا في مشوارنا التحكيمي, لكن ستضل تجاربه زادا نقتات منه وحلما نسعى الوصول إ ليه" .

أضن أن تخليه عن حمل صفارة التحكيم, لم تذهب جدواه مع الريح, بل عوضته رغبة أب و رب أسرة يريد الالتزام بمسؤوليات عشه الصغير, و ما علينا نحن إلا أن نتمنى له الأفضل و ننتظر أن تلد لنا الملاعب المغربية نسخة ثانية من الهرم عبد الرحيم العرجون.

lundi 3 mars 2008

معاناة عجوز تصارع الوحدة

شعرها أشعث,عيناها غائرتان,و فمها شبه خال من الأسنان, لعب بها الزمن كما شاء, وسرق بريقها المضاء, لهجتها تحيلك وبدون استئذان إلى سحر جبال الأطلس و نساءه الملثمات, لا لشيء ما لكن لاحترامهن و خجلهن من الغرباء.

"امي مينة" هكذا آثر الجيران مناداتها لأنهم لا يعرفون عن حياتها ولا ماضيها شيء يروي فضولهم, رغم أنها جارة قديمة تعيش وإياهم أزيد من الثلاثين سنة, لكن تلك العجوز الوحيدة القاطنة بمنزل لا صلة له باسمه بالمدينة القديمة, لأنه وببساطة لا يتوفر على أدنى مستلزمات العيش, ناهيك عن الرائحة الكريهة التي تزكم الأنوف, و الأزبال المتراكمة هنا وهناك, حتى تضن بنفسك أنك وسط مملكة للنفايات, فضلت إقبار ماضيها وسيرتها في بئر النسيان.

ومع ذلك سرقنا من شفاهها الذابلة كلمات متناثرة و حزينة, كلمات تقول أنها تركت بلدتها الصغيرة التي كتمت عنا اسمها في سن صغير, متجهة وزوجها للعاصمة الاقتصادية, و منذ وفاة زوجها لا معيل لها ولا حتى من يطرق بابها للسؤال عنها, و دخلها مجرد دريهمات تستجديهم من المارة في الشارع, ليسود بعد ذلك صمت كسرته حركات خفيفة من يدها لتحرك "الحسوة" الموضوعة في إناء قديم فوق لهيب النار, و في لحظة تعض على شفتيها بشدة و كأنها تعصر الحزن والألم لتبصقه دفعة واحدة على الأرض السوداء من شدة الأوساخ.

تجرأنا و سألناها عن حياتها فقالت: دفتر قديم لم ينتهي الزمن من تقليب صفحاته بعد, و عن رفاقها قالت: يسكنون معي و يشاركونني قوتي و زادي إنهم الجرذان "أصدقائي", رغم أنهم يقصدونني في بعض الأحيان إذا جاعوا.

أجوبة جعلتنا ندرك حقا أن الزمن تخلى عنها و طرحها في زوايا النسيان, زمن عاد إلى الوراء حتى يرى ما سيفعله الإنسان, هل سيتركها تكابد و تصارع الوحدة؟ أم ستأتي يد رحيمة تمسك بيدها و تمسح آثار دموعها الجافة؟

jeudi 14 février 2008

يوم الحب


إفرحي يا نفسي و زغردي ,عيد الحب يطرق بابك اليوم.

هيا أسرعي وتزيني... تبرجي... فاللون الأحمر ضيف شرف السهرة.

شموع حمراء...روج أحمر... فستان أحمر...وحياة حمراء, خالية من أي سواد قاتم.

عيشي يوما من الحب و الصفاء, وانسي روتين الأيام الخوالي, عيشي لحظة لا تتاح إلا مرة في السنة, مرة واحدة نلمس فيها الحب المتبادل بين الناس, مرة واحدة نرى الابتسامة تزين محياهم, مرة واحدة تتحد لغتنا "لغة الحب" و تتوج مشاعرنا, و نمشي في طريق مفروش بالورود الحمراء.

إنزعي يا نفسي عنك ذاك الثوب الأسود و البسي لون السعادة والفرح, أخرجي من منفاك إلى الحياة الزهرية, واقضي سهرة العمر, انسي ذاك الكرسي الأسود البارد الخالي, الذي رغم جلوسك فوقه لمدة طويلة يبقى جامدا...باردا...لا حياة تستمد منه.

بالله عليك استيقظي من سباتك هذا, أسألك أن تستيقظي لتقبلي نور الشمس بشفتيك الورديتين كما الزهور فاعلة كل صباح.

أسألك أن لا تخيبي رجائي, فهيا هنئي كل عاشقين محبين للحب, و ابتسمي لكل الأحبة والأصدقاء و الإخوة و الجيران, و قبل كل هذا الوالدان لأنهما منبع الحب و الحنان.

samedi 9 février 2008

طفلتك المدللة


اشتياقي لك يعجز لساني وصفه

و تعجز أناملي التعبير عنه

لكن, يمكن القول أني اشتقت لحضنك الدافئ

اشتقت لأناملك وهي تداعب خصلاتي شعري قبل النوم

اشتقت أيضا لقبلاتك الدافئة المليئة بحنان العالم

قبلات تطبع على وجنتاي وجبيني وساما من الحب و الحنان

اشتقت لنظراتك وهي تراقبني أينما حللت وارتحلت

نظرات تأسرني في قصر حبك

اشتقت أيضا إلى الجلوس فوق حجرك

هههه, رغم اعتراضي على ذلك, بحجة أني كبرت و أصبحت أطول منك

لكنك تكسرين رفضي بقولك "لازلت صبية صغيرة في نظري"

فيتلاشى ذاك الكبرياء الذي زرعه الزمن في أحشائي

أجلس... أضع رأسي على صدرك...تحضنيني بحنو...أحس بالدفئ... فأرحل في سبات عميق

لطالما تمنيت أن لا أستيقظ منه و أن أقضي ما تبقى من عمري على حجرك

على الأقل سأضمن أني في أمان

وكصبية صغيرة لا تعرف سوى الفرح, أكون ساعتها

أحس بأن الدنيا ملكي وحدي

و أنت ملاكي الحارس

أنت حياتي الضائعة التي توقفت في السن الخامسة و رحلت دون رجعة

نعم أنا ابنتك المدللة ذات الخمس سنوات, أتذكرينها؟

حياتي كلها يمكن اختزالها في 5 سنوات فقط, والباقي أوراق بيضاء فارغة

رحلتي, ورحلت معك أيامي...طفولتي...مراهقتي...حياتي

5 سنوات من الأمان عشتها بين أحضانك... أتجرع حبك...و أتقوت حنانك

أتذكرين تلك الأيام؟؟

لا تتعجبي لذاكرتي الفولاذية. فرغم ذلك فذاكرتي تنسى الكثير لكنها لم ولن تنسى أيامي و إياك

أتذكرين عندما كنت أستيقظ باكية؟ كنت ساعتها تأتين مسرعة لتهدئتي

أذكر و أنا في سن الرابعة أتاني أبي بدمية كبيرة

يومها أنمتها بجانبي و يا ليتني ما فعلت ذلك, لأنها تجسدت لي في شخص إنسان يحاول خنقي

فصحت باكية و أتيت كعادتك مسرعة إلي

من يومها وأنا أكره الدمى

أكره النوم وحدي... أخاف... أخشى الكوابيس

لأني أعلم مليا أنه لا أحد سيأتي لتهدئتي

أقسم يا أماه بروحك الغالية أني اشتقت لك

سنوات مضت لم أرى فيها محياك

فمتى ستأتين؟ طال غيابك...وصبري نفذ من شدة انتظارك

وحياتي لزالت جامدة تنتظر حرارة حنانك كي تذيب الجليد المتراكم في ثناياها

أريد أن أكبر...أن أعيش ما فاتني...لكني لا أريد عيشه وحدي

لأني سئمت الوحدة...سئمت الروتين...سئمت الجمود...سئمت الحياة




vendredi 8 février 2008

الهزيمة المرة


عودة صامتة للمنتخب المغربي من نهائيات كأس إفريقيا للأمم, عودة لم يتخللها زئير أسود الأطلس الذي اشتاق المغاربة سماعه منذ سنة 2004 في الدورة 24 التي قامت تونس باحتضانها, ليتحطم بذلك حلم الشعب المغربي و ينكسر الأمل الكبير الذي وضعوه في المنتخب, منتخب عاد و في جعبته هزيمة مذلة طردته مبكرا من كأس إفريقيا للأمم.

لتكثر الأسئلة و تخدش فضول كل مهتم عن السبب الكامن وراء هاته الهزيمة, أسئلة ولدت اتهامات تبادلها المسؤولون فيما بينهم, كل يرمي سبب فشل المنتخب للآخر.

لكن الغريب أن السيدة الجامعة و الإخوة اللاعبين أشاروا و بالإجماع للمدرب هنري ميشيل, و حملوه فشل المنتخب في الاستمرار في نهائيات كأس إفريقيا, و نست أو بالأحرى تناست الجامعة أن هذا السيد الذي أتوا به لقيادة المنتخب فشل في السابق و "طردوه", إذن لماذا أعادوه مجددا؟ سؤال يستدعي التفكير, أليس كذلك؟

هناك سؤال آخر للإخوة اللاعبين, أليس هذا السيد الذي غضبتم من تصريحاته التي استهدفتكم و انتقدتكم و حملتكم مسؤولية الإخفاق, مدحتم أسلوبه في التدريب و شكرتم تعامله مع اللاعبين قبل انطلاق الكأس والتوجه إلى غانا؟ إذ نسيتم, عودوا إلى أرشيف القناة الثانية لتروا تناقضكم هذا, أم أن القاعدة تقول من يمدحنا أهلا به ومن يذمنا علينا به؟

و مع ذلك صدقناكم و سرنا معكم في طريق الأحلام, علقنا آمالنا عليكم, عساكم أن تحققوا حلما طالما تمناه كل مغربي منذ 1976 أول وآخر مرة يتوج فيها المغرب بكأس إفريقيا.

تتبعناكم وشجعناكم كل ترك أشغاله يوم المباريات, و الكل نسي همومه و أحزانه عسى المنتخب يحي الحلم الموؤود, لم نبخل عليكم بشيء, حتى المكافأة التي صرفت في حقكم والتي قدرت ب 20 مليون سنتم لم نعارضها, خاصة بعدما لمسنا حماسكم و رغبتكم في الدفاع عن القميص الوطني, وافقنا لكن صمتنا قال "نتبعوا الكذاب حتى الباب الدار".

هههه لتكون حصيلة صمتنا هزيمة مذلة طأطأة رؤوسنا, وخيبت آمالنا, صفعة مدوية تلقيناها مجددا بعد هزيمتنا في الدورة 25 بمصر, هزيمة أرجع السيد هنري ميشيل أسبابها في التصريح الأخير له للسياسة الكروية المتبعة في المغرب, إضافة إلى إشارته أن المنتخب الوطني يفتقد للاعبين كبار يدافعون بقتالية و استماتة عن القميص الوطني.

يا لهذا العجب أوا نسي أنه هو من استدعى هؤلاء اللاعبين؟ وأدمجهم في التشكيلة الرسمية؟ أوا نسي مدحه و شكره لاحترافيتهم؟ أضنه نسي ذلك, مادام أن اللاعبين نسوا ذلك فلا حرج عليه.

وما زاد الطين بلة عندما صرح وقال أن السبب وراء عدم إدماج طلال القرقوري في اللعب و تركه ضمن لائحة الاحتياط, أنه لم يكن يلقي عليه التحية في الآونة الأخيرة مما جعله يتخذ موقفا سلبيا ضده, صراحة فهنري ميشيل معه كل الحق في غضبه من اللاعب طلال قرقوري. أليس كذلك؟

المهم أن السيدة الفاضلة الجامعة قررت من خلال ممثلها السيد الفاضل امحمد أوزال رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم, إقالة المدرب هنري ميشيل والاستغناء عن خدماته, لكنه لم يذهب خالي الوفاض بل و في جعبته مليار سنتم من مال الشعب, الذي بالطبع نحن في غنى عنها.

الآن ذهب هنري ميشيل, وحل محله مؤقتا السيد فتحي جمال, هل في رأيكم إقالته هي الحل السليم؟ هل الخلل يكمن فيه؟ أم يكمن في "الجذور"؟ ولما لا في اللاعبين؟

أسئلة نتركها للزمن فهو كفيل بالإجابة عنها بعدما تتضح خبايا الأسرار.

mardi 29 janvier 2008

الحلم الموؤود


ذهبت اليوم على الساعة الثالثة زوالا إلى مقر البريد المغربي بجانب بيتنا قصد دفع الثمن الشهري للإنترنيت, فوجدت أناسا كثر واقفين أمام الباب الموصد, سألت سيدة عن سبب إقفالهم باكرا لكنها لم تروي عطش سؤالي لعدم درايتها بشيء, فلمحت أحد الموظفين يخرج من الباب الخلفي, أسرعت إليه و سألته سبب إقفالهم باكرا خاصة بعدما قرأت التوقيت المعلق في الباب, والذي يشير إلى أنهم يعملون من يوم الاثنين إلى الجمعة ابتدءا من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الرابعة زوالا, ليجيبني باستغراب"أو ما فراسكش المغرب لاعب اليوم؟؟" وكأنه يريد أن يقول لي, ألست بمغربية؟؟ لكنه خجل أو بالأحرى تحاشى ردة فعلي و بدل صيغة السؤال, تركت سؤاله معلقا في الهواء ينتظر إجابة لم أسمح لها بالظهور, قبرتها بداخلي و عدت إلي بيتي, كنت متأكدة أن إجابتي لن تروقه, لأني كنت أعرف مليا أن منتخبنا الوطني العزيز جمع رحيلو باش يرجع بلادو, بالطبع فبلادهم ليست هي المغرب,عدت وتركت ورائي جمعا من الناس في حيرة وتساؤل عن سبب الإقفال باكرا.

و أنا في طريقي إلى البيت لا أسمع حديثا إلا عن الكرة و الخطة الجديدة التي سيدخل بها المدرب هنري مشيل, و حظ المنتخب المغربي في الفوز, حتى من بائعي الخضر لم يعودوا يحسبون أرباحهم و خسارتهم, بل اندمجوا في حسابات رياضية كروية أنستهم عملهم.

لا أخفيكم أنه رغم وثوقي من هزيمة المنتخب المغربي في مباراته مع غانا, إلا أنني كنت أحتفظ بأمل صغير يخيب ضني و يكسر ثقتي.

زارني صديقين لي لمشاهدة المباراة سويا, و مع بداية المقابلة انتابتني رعشة في جسدي و بدأ قلبي بإصدار دقاته بقوة وسرعة غير مألوفة, إلى أن تيقنت أننا من المقصيين و لا أمل لنا في الفوز.

بعد نهاية المباراة فوجئت بصديق لي يتصل بي, كنت أضنه في عمله ولم يشاهد المباراة, لكنه قال لي أن مديرهم جائهم بتلفاز صغير لمتابعة المقابلة, صديقي كان متوترا و في حالة سيئة لهزيمة المنتخب المغربي, لكني للأسف لم أستطع مواساته لأني كنت أعيش الحالة نفسها.

بعد انتهاء المكالمة استحضرت خبرا نشره موقع "هسبريس" عن وفاة شاب بالدار البيضاء إثر سكتة قلبية, من شدة تأثره و غضبه لهزيمة المنتخب الوطني أمام نظيره الغيني, أعلم أن الأعمار بيد الله لكن...؟ فليرحمه الله و ليسكنه فسيح جنات.

المهم أنه بعد تذكري للخبر قلت مع نفسي أأأأوو أش هاد الشي, أناس يتركون عملهم و لا يؤدون واجبهم متذرعين بالمقابلة,و متناسين المواطنين و حاجياتهم, و آخرون عوض أداء عملهم جائهم مديرهم بتلفاز إلى مقر العمل خوفا من أن إيطيروا هم أيضا, و آخر وافته المنية وسط كراسي المقهى لخسارة المنتخب, إضافة إلى المبالغ الخيالية التي يتقاضاها المدرب 45 مليون سنتم في الشهر, و قبل أن يغادر أعضاء الفريق الوطني صرف لكل واحد منهم 20 مليون للشخص, بالطبع فكل هاته المبالغ هي من عرق جبين المغاربة.

إذن هل هذا هو جزائنا؟ هل ثقتنا التي وضعناها فيهم, و حلمنا الذي آثرنا أن يحققوه لنا حصيلتهما مقابلات باسلة و دون المستوى؟ باستثناء التي خاضوها ضد ناميبيا, مقابلات ظهروا فيها كقطط لا تعرف ما أصابها من لعنة, ضلت تدور حول نفسها إلى أن استسلمت لقدرها.

إذن فقد خاب أمل كل مغربي في أن يستمر نشيد وطننا المحبوب ليجلجل أركان ملاعب غانا, وانكسر ذاك الحلم المفقود في الفوز بكأس ثانية تؤنس وحدة سابقتها, لكن ومع ذلك تمنيت رؤية أوجه أولئك الإداريين اللذين تركوا عملهم, و أقفلوا أبوابهم في وجهنا.

lundi 28 janvier 2008

حنين إلى الماضي

حضرت يوم أمس حفلا بسيدي مومن بمناسبة إصدار أول شريط غنائي للأطفال, تحث عنوان "عطور" نسبة لمؤسسة "عطور" الخاصة التي قامت بإصداره.

الحفل شهد حضورا كبيرا, خاصة من طرف الآباء و الأمهات الفرحين بمشاركة أبنائهم في إصدار الشريط, جاؤوا لمشاهدة فلذات كبدهم وهم يِؤدون و لأول مرة فوق خشبة المسرح أغاني للوطن والدين والمدرسة والتربية, إضافة إلى حضور العديد من الجمعويين و الفنانين أيضا, ومن بينهم محمد عزام أبو العز, أو كما يفضل تلقيبه ب"بهلول" نسبة للشخص الذي يدخل البهجة إلى قلوب الناس, و الحق يقال فبهلول لم يبخل كعادته من رسم الابتسامة و الفرحة في أوجه الحضور, لاعب الأطفال, و قلد الصغار, و حاكى الجمهور بلهجته و طريقته العفوية, و الأجمل من ذلك رقص وغنى آخر جديده من أغاني الأطفال, التي تتحدث عن الألعاب القديمة "قاش قاش, كاري, عروسة وعريس...", ألعاب رافقت الأطفال في مرحلة طفولتهم وتسلوا بها أثناء أوقات فراغهم.

و كان بين الحضور أيضا مجموعة "تاكادا" رغم أنها لم تؤدي شيئا من أغانيها الخالدة, إلا أن حضورها كان كافيا و مشرفا للأطفال.

الحفل كان رائعا جدا, تخللته فرحة واندهاش الآباء بأبنائهم, لم يصدقوا أنهم يمتلكون مواهب دفينة في الغناء, مواهب أرادوا إثباتها و إظهارها للحضور دون تردد أو خوف من رهبة الخشبة و الجمهور الكبير, صراحة لم يتسنى لي من قبل حضور حفل غنائي للأطفال, و أضنه الأول من نوعه في المغرب, بحكم أن التجربة تعتبر الأولى من نوعها في مجال إصدار أشرطة غنائية للأطفال تحث مساهمة مؤسسة تعليمية خاصة .

بدأ الحفل و صعد الأطفال خشبة المسرح بزي موحد, و ابتسامة موحدة مشرقة, توحي لك ببرائتهم الدافئة, أول أغنية كانت بعنوان "عطور", وفعلا تمكن الأطفال من رش عطرها الفواح على الجمهور, جعلونا نغني ونصفق معهم دون شعور, و تلتها أغنية "مؤسسة محمد الخامس" و كذا "maroc" هذه الأخير التي أقسم أن بدني اقشعر عند سماعها, و عيناي اغرورقتا بالدموع من شدة تأثري بها, لحنها رائع و كلماتها أروع و أدائها لا يوصف, ليعود بي الحنين إلى الوراء, و يشتغل شريط ذكرياتي من جديد ليعيد لي أيام طفولتي, وبالضبط في السنة الرابعة ابتدائي حين جاءنا معلم جديد كسر الروتين الدراسي الذي كنا قد ألفناه من شدة امتزاجه بنا, الدراسة والحفظ و الكتابة لا غير, أستاذنا الجديد كان يدرس بالمملكة العربية السعودية, كان صغير السن عكس ما ألفناه في معلمينا العجزة, أتانا بروح شابة مليئة بالقصص و الحكايا عن عالم لم نسمعه من قبل, أخرجنا من روتين الدراسة إلى عالم المسرح مرورا بالغناء ووقوفا على الخشبة, علمنا كيف نصلي و كيف نرتل القرآن, علمنا ما كنا متعطشين إليه قبل مجيئه, وما افتقدناه قبل مضي السنة كلمح البصر, كانت تلك السنة هي الأولى والأخيرة التي تمنيناها أن تطووووووول و لا تنتهي.

للأسف كانت سنة رائعة لزالت لحظاتها محفورة في ذاكرتي, سنة لم تعد مرة ثانية لأن أستاذنا العزيز لم يدرسنا من جديد في المستوى الخامس ابتدائي, حيث عاد الروتين من جديد ليمتزج بأيامنا و حياتنا, ههههههه المسكين افتقدنا فقد كان متعطشا لنا, من ساعتها لم يفارق ضلنا إلى حدود الساعة.

لهذا أتمنى أن لا تكون هاته التجربة الأولى من نوعها, بل بابا كان موصدا و أصبح مفتوحا في وجه المؤسسات سواء الخصوصية أو العمومية, لمنح فرصة يمكن أن تكون ذهبية بالنسبة للأطفال الصغار لإبراز مواهبهم الدفينة, و التعبير عما يخالجهم دون أدنى خجل أو خوف بطريقة رائعة, وهي الغناء مفتاح القلوب الموصدة, وشمس العقول المكلسة.

أوقفت زر ذاكرتي للاستمتاع بالحفل, وخوفا من أن تفوتني هاته اللحظات,صفقت و غنيت ورقصت برجلي اليسرى معهم, تمنيت لو أقفز و أشاطرهم وقفتهم فوق الخشبة, عساي أعيد حنين الماضي المفقود, لكني قلت لنفسي تريثي ليس من حقك عيش زمن ليس بزمانك.

lundi 21 janvier 2008

السؤال القاتل



هل لديك un mec"

سؤال بسيط و صعب في آن الوقت, يجعلك في حالة تناقض لا إرادي, تناقض قد يكشف ازدواجية الشخص منا, أو بالأحرى جرأتنا في طرح آرائنا و الدفاع عنها, سؤال من شأنه أن يهدم السور المكهرب, ويكسر القيود الأبدية التي كبلنا بها مجتمعنا الآني.

طرح علي هذا السؤال الآلاف المرات, و الإجابة دائما هي"لا لا مالي حماقيت ما خصني بصداع الراس", إجابة تجعل السائل يصمت, وتدخله في دوامة التفكير اللامنتهي كي لا يعيد الكرة, لأنه لم يجد من يشاطره الحلم ولا حتى من يشتكيه عذاب الحب.

كنت أتمنى دائما أن أتناول السبانخ قبل الإجابة, كما يفعل بومباي قبل خوضه المعارك "رسوم متحركة", أملا في تزويدي ببعض من القوة كي أجيب بلا خوف أو قيود, قوة تجعلني أصرخ بأعلى صوت وأقول "نعم لدي" و"لا لست لديه",هذه الكلمات التي أقبرها بين ضلوعي الهشة , لزالت تجادلني في بعض الأحيان و توشك على خيانتي أحيانا أخرى, لكن ذاك السور المكهرب يقف أمامها دائما بالمرصاد, ويطفئ بصيص الأمل ليعيدها إلى الظلام.

وددت دائما أن أبوح لهم بأني أحب الحب رغم كرهه لي, أني مررت بتجارب كثيرة ولم تمر واحدة منها بي, و أني أحببت ولم يحبني منهم أحد.

لكني كنت أخاف الإحساس بالنقص والوحدة, إحساس يتملكني شئت أم أبيت عند رؤية عاشقين في الطريق, و عند حلول عيد العشاق السنوي, هذا العيد الذي يكون بمثابة حداد بالنسبة لي و لأمثالي.

وددت أن أصرخ وأقول بلا حرج, أريد وردة حمراء, أشتهي سماع كلمة طيبة, أشتاق إلى لمسات دافئة..., لكن لساني يتجمد, وقواي تنهار, لأصبح بكماء صماء وسط عالم يعزف على أوتار التقاليد, ويظهر لي من جديد شبح المجتمع, هذا الشبح الذي يصفعني, يوقظني,و يكبلني مرة أخرى بقيود تجثم على أنفاسي, يعيد زرع الكبرياء المبعثر في أحشائي, ومن دون تردد أعيد العبارة التي استعمرت أفكاري وجمدت أحاسيسي الأنثوية " لا لا مالي حماقيت ما خصني بصداع الراس".

mardi 15 janvier 2008

غياب لمراجعة الأوراق


أعتذر منكم أصدقائي عن هذا الغياب الطويل, وأعتذر جدا عن عدم تهنأتي لكم بمناسبة حلول السنتين الجديدتين 2008 و 1429, و أعرف أن قلبكم واسع ورحب لقبول اعتذاري, خاصة بعدما أن تعرفوا السبب الكامن وراء اختفائي.

سبب غيابي راجع إلى انهماكي في مراجعة أوراق حياتي, بعد ما كنت جالسة أمام التلفاز, أتابع البرنامج الشبابي "شبابيك",و الذي يتم بثه مباشرة من قناة "دريم" المصرية, حيث كان موضوع الحلقة حول سنة 2007 وما تم فيها من إنجازات و مواقف, سواء على المستوي الشخصي أو الوطني أو العالمي, و كما جرت العادة فالبرنامج يستقبل اتصالات المعجبين, اللذين يبدون آرائهم واقتراحاتهم.

الحلقة كانت خالية من الضيوف, لأنها كانت موجهة للمستمعين فقط, والسؤال المطروح كان: كيف حلت عليك سنة 2007؟؟ بمعني هل حملت لك مستجدات غيرت حياتك للأحسن؟ أم لا قدر الله كانت سوداء كسواد الليل القاتم؟؟

معظم المستمعين كانت إجاباتهم على مستوى حياتهم الشخصية, مثلا هناك من تقول" لقد كانت هذه السنة فاتحة خير على حياتي حيث تمت خطبتي", وأخرى جد فرحة لزواجها بفارس أحلامها, و آخر أكمل دراسته و وجد وظيفة..., المهم أن كل المتصلين كانوا فرحين ب سنة 2007 و تمنوا أن تكون سنة 2008 مثيلتها أو أفضل.

سؤال قد يبدو للبعض عادي و منطقي, لكن هل فكرتم فيه و أنتم تودعون هذه السنة؟ هل من أحد منكم استرجع صفحات حياته الخاصة ب 2007؟

لا أضن, لا أضن أنكم استحضرتم ما مر من محطات, ولا حتى فكرتم في ذلك, حتى أنا لم يخطر ببالي التفكير في الأمر, إلى حين شاهدت الحلقة, ويا ليتني ما شاهدتها, لأني هممت بتقليب صفحات حياتي,و لم أجد سوى صفحات بيضاء, صفحات خالية من أي مداد يزينها, أو لون يؤثثها, بحث و بحث و بحث, ضغطت على زر ذاكرتي أملا في أن يعيد لي شريط الذكريات,لكن بدون جدوى, استجديت تجاعيد أفكاري علها تمن علي بلحيظات من الأمل و الفرح, لكنها وبدون شفقة صدتني, وحاصرتني بصور و مشاهد ضننت أنها تلاشت مع الأيام, لكن هيهات فآثارها لزالت محفورة في الدماغ, لم أجد خبرا أفرحني, أو موقفا سرني, لم أجد سوى الدموع التي جفت في مقلتاي.

المثير في الأمر أن سنة 2008 عندما طرقت دفة بابي, لم أستطع استضافتها, لأني كنت طريحة الفراش ساعتها, تركتها تطرق و تطرق و تطرق, إلى أن ملت, و سئمت, فرحلت, طبطبت على نفسي و قلت لها لا تحزني, فنحن لا ننتمي إلى هذه السنة, تعالي نعلق آمالنا على شجرة السنة الهجرية, تعالي نعود إلى جذورنا العربية, فهي أحن علينا بكثير من السنة الأجنبية.

و هاهي السنة الهجرية حلت, و ها أنذا جالسة أمام شجرة الأمنيات أنتظر منها فرحة, ابتسامة, كلمة حلوة تنتشلني من مستنقع الآهات, يدا تطير بي في سماء الأفراح, و بالفعل جاءت اليد الرحيمة, يد بريئة من قطرات الدم, نظيفة من أوساخ الزمن, و كطفلة صغيرة فرحة بلعبة جديدة تمسكت باليد, لكنها رفضتني, ألفتها فطردتني, أحببتها فكرهتني, تمنيت لو ظلت و حققت أحلامي, و خففت من عذابي, لكنها آثرت أن تقبرني في بحر الظلمات, آثرت أن تجثم على أنفاسي بدون شفقة أو رحمة, لتكون أول أيام سنة 1429 صعقة كهربائية من نوع 220v , صدمة جعلت جسدي ينهار كبيت قديم لم يبقى منه سوى الأطلال, أطلال يزورها من يريد استرجاع الذكريات,آآآه و أي ذكريات.

خاتمة التجربة أني أخذت على نفسي وعدا حرا, على أني لن أعيد الكرة مرة أخرى, و لن أعيد تقليب صفحات أوراقي مهما كانت الظروف, و أن أعيش يومي و أنسى أمسي, كي لا تجرني خيوط الماضي من جديد, و تجمد أحلامي و تدفنني في بئر الحزن العميق.

samedi 12 janvier 2008

حرية الصحافة بين الواقع والحلم المفقود

شهد الحقل الصحافي بالمغرب, خلال السنوات الأخيرة, خضوع عدد من الصحف المستقلة التي تعتبر القطاع الأكثر صراحة والأشد انتقادا للحكومة من بين قطاعات الإعلام الإخباري المغربي, للمحاكمة بعد أن تمت ملاحقتها بتهم توزعت بين تهديد أمن الدولة والمساس بالمقدسات ونشر أخبار زائفة, ما أعاد إلى الواجهة الجدل القديم حول حرية الصحافة و استمرار فرض القيود عليها في هذا البلد.

إذن فالملك والصحراء والإسلام أعمدة أساسية للثالوث المقدس بالمغرب, ثالوث أدى بالعديد من الصحف والصحفيين إلى دفع الثمن غاليا جزاء جرأتهم وغيرتهم على هذا الوطن, فقد استطاعت السلطات المغربية بطريقة أو بأخرى إقبار و إسكات صوتهم و الدفع بهم إلى ممارسة الرقابة الذاتية. و أكبر دليل على ذلك قيام السلطات بكسر شوكة الوجوه المشاكسة للصحافة المستقلة بالمغرب, و من بينها علي المرابط مدير المجلتين الأسبوعيتين الساخرتين "دومان" و"دومان ما غازين"، والذي غادر المغرب إلى أسبانيا للعمل في جريدة "إلموندو" بعد إصدار محكمة مغربية حكما قاسيا يمنعه من الكتابة لمدة 10 سنوات, بعد رفع قضية تشهير من طرف منظمة اسمها "أقارب ضحايا القمع الصحراويين", وسبق له أن قضى ثلاث سنوات في السجون المغربية لنشره رسوما كاريكاتورية حول الملك وحاشيته.

وكذا أبو بكر جامعي مدير الصحيفة الناطقة بالفرنسية "لوجورنال إيبدومادير", هو أيضا توقف عن ممارسة العمل الصحفي في أبريل الماضي. بعد صدور حكم عليه بأداء غرامة مالية خيالية تبلغ 3 مليون درهم, في قضية تشهير رفعها رئيس المركز الاستراتيجي ألاستخباراتي والأمني الأوربي الذي يوجد مقره ببروكسيل, ليكون آخر المطاف استقالة جامعي من منصبه وتوجهه إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليعمل بإحدى الجامعات الأمريكية, ويعتبر جامعي من بين الصحافيين الأوائل الذين كسروا حاجز الصمت وكتبوا عن القضايا السياسية الحساسة في المجتمع المغربي منذ تأسيس لوجورنال عام 1997.

يليه إدريس كسيكس والذي استقال هو أيضا من منصبه كمدير لمجلة نيشان واعتزل مهنة الصحافة, بعد أن صدر في حقه حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ بعد نشر ملف صحفي حول النكت في المجتمع المغربي, أعدته الصحافية سناء العاجي وتطرق للجنس، الدين والسياسة.

ليتبين لنا من جديد وللمشاهد أن اعتقال ومنع أكثر الصحفيين جرأة بالمملكة من مزاولة مهنة الصحافة, هو في حد ذاته حدث صارخ في وجه كل الادعاءات والشعارات الرسمية المرفوعة.

و الملاحقات التي طالت الصحف المغربية المستقلة كأسبوعية "الأيام " و"المشعل" و "البيضاوي"سابقا "الوطن" الآن, ثم مجلة "نيشان" و "تيل كيل" و "لوجورنال" و غيرها ما هو إلا دليل على تكميم الأفواه وانتهاك حرية التعبير, وضيق حويصلة النظام عن سماع كل ما لا يرغب في سماعه, ودليل أيضا على محنة الصحافة بالمغرب وعلى عجز النظام عن احترام حتى ذلك الهامش الضيق المصطنع من الحرية.

لتكون الحصيلة إصدار 33 حكما قضائيا ضد صحافيين مغاربة بالسجن أو السجن مع وقف التنفيذ منذ عام 2000, ومنع ثلاث صحفيين من مزاولة مهنة الصحافة, و فرض السلطات المغربية الحظر أو الرقابة على 23 صحيفة مغربية.

حصيلة و مؤشرات اعتمدتها منظمة مراسلون بلا حدود لتقديم تقرير أبرزت فيه تراجع المغرب من المرتبة 97 إلى المرتبة 106, ليدمج المغرب من جديد ضمن القائمة السوداء للدول التي لا تحترم حرية الصحافة, مثل مصر,تونس,باكستان, إثيوبيا,غامبيا,جمهورية كونغو الديمقراطية إضافة إلى كوبا وروسيا.

و يبدو أن المغرب لم يتعود بعد على الصحافة المستقلة, ولزال حبيس أفكار و سيطرة الصحافة الحزبية و الرسمية لمدة عقود على الساحة الإعلامية المغربية,ويمكن القول أيضا أن محاكمة الصحافة والصحفيين في هذا الظرف السياسي بالذات, جرد المغرب وكشف عيوبه وشعاراته القائلة بضرورة طي صفحة القمع والزجر المعروفة بسنوات الرصاص,وبهذا تكون المملكة المغربية متعارضة أهدافها ومتناقضة كليا مع أهداف مملكة الصحفي التي تأسست على الحرية والمسؤولية في نقل الخبر.

إن سلسلة المحاكمات الرامية إلى إقبار و إسكات بعض المؤسسات الصحفية ورسم خطوط حمراء لثلة من الصحفيين,تدفعنا من دون شك إلى مساءلة واقع المغرب الحالي, لماذا الصحافة المستقلة و في هذا الوقت بالذات؟ ومن المستفيد؟ وأي مغرب يسعى المسؤولون بناءه, مغرب الصمت والقمع أم مغرب الحرية و الديمقراطية؟

محاكمات تفرض علينا مجددا الوقوف مليا للمطالبة بالتغيير الحقيقي, لتأسيس الأرضية المناسبة التي يمكن على ضوئها ممارسة العمل الصحفي الحقيقي, والتي ينبغي أن تنسجم موضوعيا مع طبيعة مهام الصحفي المجتمعية كمواطن وفاعل اجتماعي وفق احترام المواثيق الأخلاقية المتعارف عليها في كل البلدان الديموقراطية, لنقول و بفخر أن الصحافة تمثل حقا السلطة الرابعة بكل ما في الكلمة من معنى.