dimanche 18 novembre 2007

حافلة البيضاء 33

عودة ثانية إلى حافلات البيضاء, وبالضبط حافلة رقم 33 الرابطة بين مركز المدينة وحي البرنوصي, لكن هذه المرة الواقعة ليست بتحرش جنسي أو ضبط شاب في وضعية تعاطي المخدرات في مكان عمومي, بل هي قضية من نوع آخر جعلت ركاب الحافلة في حيرة بين التصديق والتكذيب, حالة شتت إحساسهم بين الشفقة والمثل الشعبي القائل" اللي دارها بيديه إيفكها بسنيه".

الساعة آنذاك كانت تشير إلى السابعة مساءا, معظم الركاب يعانون من آثار ضربات شمس الخريف, وعناء العمل الشاق, صمت جاف يطبق على المكان باستثناء المحرك العجوز الذي يطلق آهات ويزفر عبارات من البنزين, عله يجد قلبا يحن لعذابه.

لكن لم يدم هذا الصمت طويلا حتى كسر فجأة وبدون سابق إنذار, بقصة شاب ذي لكنة ليست ببعيدة عن أبناء بني ملال, شاب لزال في مقتبل العمر, أنيق الملبس, لكن العياء لم يتردد لحظة في بصم آثاره على محياه, لم يتوقع أحد من الركاب أن الشاب سيسعى إلى مد يديه إليهم لمساعدته في العودة إلى دياره, حيث تبين من خلال سرده لقصته المفجعة, أنه كان يعيش بالديار الإسبانية التي تمكن من قطع البحر الأبيض المتوسط "حاركا" للوصول إلى ترابها, ليستيقظ يوما على صفارة البوليس الإسباني الذي كان قد طوق المكان للقبض على المهاجرين وترحيلهم إلى ديارهم, دون أدنى درهم أو بالأحرى "أورو".

وصل الشاب وأصدقاءه إلى أرض الوطن, لكن وبطريقة ما استطاع رفقة صديقه الفرار من الشرطة المغربية, مخافة سجن مدته تقدر في بعض الأحيان بشهرين حبسا أو أكثر, متنقلين بذلك من طنجة إلى عدة مدن أخرى إلى أن وصلوا إلى العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء, أملا في أن يجدوا يدا رحيمة تساعدهم على الوصول إلى ديارهم, بعدما تركوا كل متعلقاتهم بإسبانيا, وبعد أن أصبحوا متابعين من طرف السلطات المغربية,

لكن انكسارهم الداخلي, وإحباطهم من المأساة التي حلت بهم, وأملهم الذي اتضح أنه على وشك الاندثار, رواه الركاب بدراهم أمل تمنوا من خلالها أن تساعد الشاب ورفيقه في العودة إلى عائلاتهم ببني ملال.

و بعد جمع التبرعات للشاب, قام هذا الأخير في النهاية بشكر كل الركاب مع تقديم نصيحة لبعض الشباب من خلال مثل شعبي شائع "قطران بلادي ولا عسل البلدان".

لكن وكما جرت العادة فلا شيء يردع الشباب المغربي عن الوصول إلى هدفهم سوى الموت, حيث رد عليه شاب لم يتم عقده الثاني بعد قائلا " وانتا بعدا راك شفتي وعشتي في بلاد الغربة كيتنا حنا لي باقين حاصلين هنا".

dimanche 15 juillet 2007

بالذات أصالة؟؟؟


ربما لا تذكرون وربما لا تعلمون - بعد أن لحس الزواج عقلها, أصالة و قبلة عارية مع العريان.

قبلة عريانة على أصول أصالة، هذا حدث في برنامج ( شاكو ماكو ) من تقديم نيشان ديربارهونتوميكوتاناك !، الحلقه كانت في بدايتها سليمه جداً وبدأ الملل يصيبنا من تصنع أصالة للمثالية الى ان جاء العريان كى تفاجئ أصاله به ( وكأنها لم تعلم بمجيئه وانه سيحل ضيفاً على البرنامج )، فدخل طارق كأنه تائه مع إصطناع أصالة للدهشة و الإنهبار الخجول، وأخذت تـُـسكت نيشان عن بعض الاسئلة التي لربما تسبب إحراجاً لطارقها هذا الذي لم نعرف له لهجة ثابته .
فادي وهو الذي يلعب دور المهرج في البرنامج، لم يكف عن سيل الجمل ( المخله ) التي تشكل إحراجاً للمشاهد، ولربما عرف بمزاجية أصالة وكان على علم بسيناريو القبلة ( المعد سلفاً ) فقال بينه وبين نفسه ( خلينا نمهد للحدث )، فحرارة القبلة تكون أقوى وقعاً على نفس المشاهد ان لم تسبقها خلطة من قلة الأدب مع قليل من الوقاحه .
جاء موعد مغادرة العريان، فبدأ قلب أصالة يخفق وتفكر بطريقة القبلة ( هل أجعلها سريعة ؟ أقرب الى العفوية ؟ يا إلهي نسيت ما تدربنا عليه )، ولكن بدورنا نطمئن أصالة بأن السيناريو جاء كما هو مخطط له، أما طارق فلم ينطق بكلمة مفيدة طوال الحلقة، الى ان أتى دوره و سبب وجوده الحقيقي وهي القبلة، فأغمضت الست عينيها وفرش العريان شفاهه القبله، لربما يراها المشاهد مقبوله كونها من حبيبين شرعيين، لكنهما ضربا بعرض الحائط آداب الحياء العام، متناسيان وبالأخص أصالة ( الأم ) ان تلك القبلة الكيديّه أما مرأى شام و خالد وهذا على أقل تقدير، فلطالما كنتي يا أصالة مثلاً لجيل المطربات الناشئات في الحشمه و الأخلاق - قبل أن يلحس الزواج عقلك .
السؤال الذي يطرح نفسه رغم اجابته الواضحة كوضوح القبلة العريانية، بما أن الحلقة كانت مسجلة كان بامكان أصالة أن تمنتج القبلة لو كانت غير مقصوده، فلماذا لم يتم قطعها ؟ هذا ما يبرهن على منطقية ان السبب كيدي لا أكثر ولا أقل من أم خالد . . . المحترمة

www.musique4.com منقول عن موقع

jeudi 21 juin 2007

رحيل نازك الملائكة.. "عاشقة الليل" ومبدعة الشعر الحر


القاهرة- رويترز
توفيت أمس الاربعاء بمستشفى في العاصمة المصرية الشاعرة العراقية الرائدة نازك الملائكة عن 84 عاما اثر هبوط حاد في الدورة الدموية. وقالت الشاعرة العراقية ريم قيس كبه وهي من اسرة الملائكة ان نازك التي عانت من أمراض الشيخوخة في الايام الاخيرة تدهورت صحتها فجأة ثم فارقت الحياة وستشيع جنازتها ظهر الخميس 21-6-2007 وتدفن بمقبرة للعائلة غربي القاهرة. ولدت نازك صادق الملائكة في بغداد يوم 23 أغسطس اب عام 1923 في أسرة تحتفي بالثقافة والشعر فكانت أمها تنشر الشعر في المجلات والصحف العراقية باسم أدبي هو "أم نزار الملائكة" أما أبوها صادق الملائكة فترك مؤلفات أهمها موسوعة (دائرة معارف الناس) في عشرين مجلدا، وهنا يشار إلى أن الملائكة لقب أطلقه على عائلة الشاعرة بعض الجيران بسبب ما كان يسود البيت من هدوء ثم انتشر اللقب وشاع وحملته الاجيال التالية. ودرست الشاعرة الراحلة اللغة العربية في دار المعلمين العالية وتخرجت فيها عام 1944 كما درست الموسيقى بمعهد الفنون الجميلة، ثم درست اللغات اللاتينية والانجليزية والفرنسية وأكملت دراستها في الولايات المتحدة عام 1954 حيث حصلت بعد عامين على شهادة الماجستير في الادب المقارن من جامعة وسكنسن
خيول لعربات الموتى
وعملت الملائكة بالتدريس في كلية التربية ببغداد ثم بجامعة البصرة ثم بجامعة الكويت وتعد من أبرز رواد الشعر العربي الحديث الذين تمردوا على الشعر العمودي التقليدي وجددوا في شكل القصيدة حين كتبوا شعر التفعيلة متخلين عن القافية لاول مرة في تاريخ الشعر العربي. ونشرت الشاعرة قصيدتها الشهيرة (الكوليرا) عام 1947 فسجلت اسمها في مقدمة مجددي الشعر مع الشاعر العراقي الراحل بدر شاكر السياب الذي نشر في العام نفسه قصيدته (هل كان حبا) واعتبر النقاد هاتين القصيدتين بداية ما عرف فيما بعد بالشعر الحر. وسجلت نازك الملائكة في كتابها (قضايا الشعر الحديث) أن بداية حركة الشعر الحر كانت سنة 1947 في العراق. ومن العراق بل من بغداد نفسها زحفت هذه الحركة وامتدت حتى غمرت الوطن العربي كله، وكادت بسبب تطرف الذين استجابوا لها تجرف أساليب شعرنا العربي الاخرى جميعا. وتتابع قائلة: "كانت أول قصيدة حرة الوزن تنشر قصيدتي المعنونة (الكوليرا) وكنت قد نظمت تلك القصيدة 1947 أصور بها مشاعري نحو مصر الشقيقة خلال وباء الكوليرا الذي دهمها وقد حاولت فيها التعبير عن وقع أرجل الخيل التي تجر عربات الموتى من ضحايا الوباء في ريف مصر. وقد ساقتني ضرورة التعبير الى اكتشاف الشعر الحر". وصدر ديوانها الاول "عاشقة الليل" عام 1947 ببغداد ثم توالت دواوينها التالية ومنها "شظايا ورماد" عام 1949 و"قرارة الموجة" عام 1957 و"شجرة القمر" عام 1968 و"يغير ألوانه البحر" عام 1970. كما صدرت لها عام 1997 بالقاهرة مجموعة قصصية عنوانها "الشمس التي وراء القمة". ومن بين دراساتها الادبية "قضايا الشعر الحديث" عام 1962 و"سايكولوجية الشعر" عام 1992 فضلا عن دراسة في علم الاجتماع عنوانها "التجزيئية في المجتمع العربي" عام 1974.
هروب من "شهوة الحكم"
ورحبت الشاعرة شعرا بثورة رئيس الوزراء العراقي الاسبق عبد الكريم قاسم عام 1958 لكنها اضطرت لترك العراق وقضت في بيروت عاما كاملا بعد "انحراف قاسم" الذي "استهوته شهوة الحكم" بحسب تعبيرها. ورغم غياب نازك الملائكة عن المنتديات الثقافية في السنوات الاخيرة فانها ظلت في دائرة الضوء اذ حصلت على جائزة البابطين عام 1996 وجاء في قرار منحها الجائزة أنها "شقت منذ الاربعينيات للشعر العربي مسارات جديدة مبتكرة وفتحت للاجيال من بعدها بابا واسعا للابداع دفع بأجيال الشعراء الى كتابة ديوان من الشعر جديد يضاف الى ديوان العرب... نازك استحقت الجائزة للريادة في الكتابة والتنظير والشجاعة في فتح مغاليق النص الشعري".كما أقامت دار الاوبرا المصرية يوم 26 مايو ايار 1999 احتفالا لتكريمها "بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي". وشارك في الاحتفال الذي لم تشهده نازك الملائكة لمرضها شعراء ونقاد مصريون وعرب بارزون اضافة الى زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة الذي أنجبت منه ابنها الوحيد البراق
..

samedi 2 juin 2007

طرائف مجتمعات

بحكم وقوفنا على عتبة فصل الصيف, المعروف بالأعراس والأفراح والمناسبات, ارتأيت أن أقدم لكم من خلال هذه الصفحة, بعض التقاليد والأعراف الغريبة, التي تعتمدها بعض مناطق العالم, كأساس لإتمام مراسيم الزواج.

فمثلا من غرائب عادات الزواج عند الصينيين في بعض المناطق, أن يتم عقد الخطبة بدون أن يرى العروسان بعضيهما, فإذا تم الاتفاق يقوم أهل العروس بتزيينها ووضعها في محفة خاصة, وغلق الباب عليها, ثم يحملونها إلى خارج البلدة ومعها بعض أهلها، الذين يقابلون الزوج هناك ويعطونه المفتاح, فيقوم بفتح المحفة ويراها, فإذا أعجبته أخذها إلى منزله, وإذا ما جرى العكس ردها إلى قومها.
أما مقاطعة التبت فلها طقوس غريبة في الزواج والخطبة, حيث يقوم بعض أقارب العروس بوضعها أعلى الشجرة, ويقيمون جميعاً تحت الشجرة مسلحين بالعصي, فإذا رغب أحد الأشخاص في اختيار هذه الفتاه عليه أن يحاول الوصول إليها, في الوقت الذي يحاول فيه الأهل أن يمنعونه بضربه بالعصي, فإذا صعد الشجرة وأمسك يديها عليه أن يحملها ويفر بها وهم يضربونه حتى يغادر المكان, ويكون بذلك قد ظفر بالفتاة وحاز على ثقة أهلها.
و بجنوب الهند أم العجائب وبالخصوص بمدينة بوندا يورجاس تختبر العروس عريسها بوضعه في امتحان قاس وصعب, فهي تصحبه إلى الغابة وتشعل النار وتكوى ظهره العاري، فإذا تأوه أو تألم من الكي, ترفضه ولا تقبله عريساً لها, وعدا ذلك تفضحه أمام بنات القبيلة، وإذا كان العكس تعتبره الحبيب المفضل والجدير بالحب والزواج.

في حين بالأقاليم الريفية لجزيرة جرين لاند يذهب العريس ليلة الزفاف إلى منزل عروسه, ويجرها من شعرها إلى أن يوصلها إلى مكان الاحتفال.

و من طقوس الاحتفال بزفاف الفتيات في بورما, أن يأتي رجل عجوز ويطرح العروس أرضاً, ويقوم بثقب أذنيها, فإذا تألمت وتوجعت وصرخت لا تقدم لها المساعدة حتى تنزف أذنيها دماً, و يتم كل هذا على إيقاع الفرقة الموسيقية التي تنهمك في العزف كلما توجعت الفتاة أكثر.
أما العروس في قبيلة جوبيس الأفريقية, تجبر على ثقب لسانها ليلة الزفاف حتى لا تكون ثرثارة ويمل منها زوجها, بعد ثقب اللسان يتم وضع خاتم الخطبة فيه, يتدلى منه خيطاً طويلاً يمسك الزوج بطرفه, فإذا ما ثرثرت الزوجة وأزعجت زوجها يكفيه بشّدة واحدة من هذا الخيط أن يضع حداً لثرثرتها وكثرة كلامها.
أما جزيرة جاوة فطقوسها تتميز بنوع من الخصوصية أكثر من سابقاتها حيث تصبغ العروس أسنانها باللون الأسود وتغسل قدمي, زوجها أثناء حفلات الزواج كدليل على استعدادها لخدمته طيلة حياتها.

و بجزيرة تاهيتى تقوم المرأة بوضع وردة خلف الأذن اليسرى, إذا كانت تبحث عن حبيب, وتضع الزهرة خلف الأذن اليمنى إذا وجدته.
وبإندونيسيا فالعروس مكرمة لأقصى درجة حيث يحظر عليها أن تطأ بأرجلها الأرض يوم زفافها, خاصة عندما تنتقل من بيت أهلها إلى بيت زوجها, لذا يُجبر والدها على حملها من بيته إلى بيت عريسها على كتفيه مهما طال الطريق.
من عادات أهالي جزيرة هاوان بالباسيفيك, أن يقدموا صداق المرأة الجميلة بعدد كبير من الفئران, وتقل هذه الكمية حسب جمال العروس.
في حين أن أغرب مهر شهده ولا زال يشهده تاريخ العالم, هو الذي يطلب من الأشخاص الراغبين في الزواج في جزيرة جاوة الغربية, حيث يقدم كل زوجين 25 ذنب فأر لاستصدار رخصة الزواج, كما يطلب من الأشخاص الذين يطلبون تحقيق الشخصية أن يقدموا 5 أذناب.
حاكم جاوة فرض هذه الرسوم الغريبة في سبيل القضاء على الفئران التي أصبحت خطراً يهدد محصول الأرز.
لكن أبسط طقوس الزواج وأقلها تعقيداً, هي تلك التي تمارسها قبيلة نيجريتو في جنوب المحيط الهادي, ففي تلك الجزيرة يذهب الخطيبان إلى عمدة القرية فيمسك برأسيهما ويدقهما ببعض وبهذا يتم الزواج.

إذن ما رأيكم في هاته التقاليد والطقوس؟ بالنسبة لي أشكر الله لانتمائي لديانة الإسلام, كي لا أكون ضحية أفكار ومعتقدات تافهة كهاته.








mardi 29 mai 2007

التهمت كبد زوجها بعد أن طعنته بالسكين

في سجن النساء بالإسكندرية حكايات تليق بعالم هوليود وجرائمه السينمائية, هنالك نساء من كل فج ارتكبن جرائم من كل نوع, وفي الآونة الأخيرة انضمت نزيلة جديدة إلى السجن لتحتل حكايتها صفحات الجرائد المصرية.

موجز حكاية هذه المرأة أنها كانت فتاة كما الفتيات كلهن, تحلم بعش يجمعها بفارس الأحلام, يأتيها بجواده الأبيض الناصع كحبات الثلج, لينقدها من وحل الفقر والعدم الذي تعيش فيه وأسرتها منذ وفاة أبيها, لم تكن تعلم أن هذا الحلم سيجعلها تدفن شبابها بين أركان وجدران زنزانة متعفنة محرومة فيها من التمتع بأبسط الحقوق.

أول لقاء كان بين سناء وفريد في عرس عائلي يملؤه الفرح والزغاريد, حيث اختلسا فيه نظرات الحب والإعجاب وابتسامات رقيقة يختلسها غير المتزوجين بين عشرات المدعوين, ليتحول هذا الإعجاب المختلس إلى حب ظاهر أمام العيان بعد زواجهما السريع, و الذي انتقلت بعده سناء رفقة فارس الأحلام إلى عش الزوجية, هذا الأخير الذي طالما نسجته بمخيلتها, لكن وللأسف لم يدم فرحها طويلا فقد تلقت صفعة مدوية بعد أول يوم من العرس, صفعة أيقظتها على واقع مرير شديد القسوة, هذا الواقع المتجسد في فارس الأحلام الذي كان يتعمد إهانتها بسبب وبدون سبب, يعايرها بفقرها وعوز أهلها وظروفها المادية الصعبة, كان دائما يهينها بقوله الجارح "لو قمت بتمزيقك إربا فلن تعودي إلى بيت أهلك, ولن يقبلك أحد هناك", هذا ما أدلت به سناء في تحقيقات النيابة بعدما انقلبت حياتها رأسا على عقب لقتلها فارسا لا طالما انتظرته بشغف وطول صبر.

تتباع سناء سرد قصتها أمام المحقق, لتنتقل من سرد ثلاثة أشهر من الجحيم والتعذيب والإذلال, إلى يوم الجريمة الذي لم يكن في الحسبان, عندما عاد فريد من عمله وهو في حالة سيئة, فحسب قولها أنه كان عصبيا لدرجة لا تحتمل, وعندما سألته السبب فوجئت به ينهال عليها بالضرب المبرح في كل أنحاء جسدها إلى أن أدماه في كل موضع, إضافة إلى الشتائم التي كانت كالأسهم السامة تخترق كلا من كبريائها وعزة نفسها, وقتها شعرت بأنه شيطان لعين في هيئة إنسان شرير.

ليتوالى التصعيد بين زوج مصمم على الإيذاء, وزوجة تحاول اتقاء المحظور وشراء الزمن, وينتقل مسرح الصراع من غرفة الجلوس إلى المطبخ الذي يعتبر في مثل هاته الحالات مخزنا لمختلف أنواع الأسلحة الدفاعية, حيث تمكنت فيه سناء الحصول على سكين كبير قصد تهديد زوجها وردعه, لكنه لم يبال بتحذيراتها واستمر في تحديها بالاقتراب منها مع السب والشتم والتهديد بقتلها.

مرت لحظات قليلة يتبادلان فيها التهديدات, ومع كل ارتفاع في نبرة الزوج واقترابه منها, تتذكر سناء كل الإذلال والشتائم والإهانات التي كانت تتلقاها منه, تذكرت الحلم الذي انهار بعد أول يوم من الفرح, والعش الذي تناثرت أجزاؤه في الهواء.

لتزداد وتنمو رغبتها الدفينة في الانتقام لما كان يفعله بها, ومن دون أن تفكر, طعنته بكل قوتها في كل أنحاء جسده حتى انفجر الدم كنافورة متصاعدة, وهوى الرجل غارقا وسط دمائه بعينين شاخصتين وسرعان ما فارق الحياة, عندئذ انتابتها نوبة هستيرية لتشق بطنه وتخرج كبده وتمزقها بأسنانها, لتشفي غليلها من الرجل الذي أذاقها الذل والهوان منذ أن تزوجته.

تقبع سناء حاليا في سجن الإسكندرية للسيدات, وهي تروي قصتها لزميلاتها غير نادمة على قتلها, إذ تقول "تخلصت من زوج دموي عدواني, ولو عاد للحياة لقتلته عشرات المرات انتقاما منه لما فعله بي".

vendredi 25 mai 2007

برج الأحلام الصامد

" لم أتوقع أن أحلامي اللامتناهية ستبدأ بمعاناة يومية مع حافلات مهترئة", عبارات حزينة كانت ملخصا لكلام عرف المرارة و الحسرة قبل أن يتناثر في الهواء, صاحبته حكيمة عفار
من مواليد الدار البيضاء ( 28 سنة).

بعد أن حازت على شهادة الباكالوريا سنة 1999 وانفلتت من قيود روتين المدرسة بنت برجا عاليا من الأحلام, حول الإنتقال إلى مرحلة البحث العلمي والأكاديمي, لكن هذا البرج لم تمر عليه سوى عطلة الصيف لينهار مع أول عائق صادفها وهو نذرة الحافلات, التي تعتبر وسيطا بينها وبين أحلامها, كانت تدرس العلوم الإقتصادية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية, حيث تضطر إلى الخروج كل صباح على الساعة السادسة والنصف معرضة نفسها لصفعات الطقس البارد والظلام الحالك, لتستقل حافلة رقم800 هذه الأخيرة التي تشهد محطتها اكتضاضا جماهيريا تحس من خلاله كأنك وسط مدرجات لملعب كرة القدم, إلا أن المحطةلا تشهد أدنى تشجيعات أو هتافات بل صمت جامد يسود المكان, ووجوه تطغى عليها ملامح الغضب والسخط, لكن مع وصول الحافلة ينقلب ذاك الركودإلى حيوية مبالغ فيها, يتسارع الطلاب راكضين نحوها, ليذكرنا المشهد بفيلم وثائقي حول كيفية اصطياد الأسود للغزلان, نفس المشهد ونفس السيناريو لكن مع اختلاف في الشخصيات, أما حكيمة وكعادتها تنتظر إذا ما ظل مكان فارغ بين أركان الحافلة تقف فيه حتى ولو كان بجانب الباب, لأنها تعلم مليا أنها لن تحصل على الأفضل, لتبدأ بعد ذلك رحلة السفر إلى المحمدية التي تستغرق ساعة على الأقل مستأنسة بسيناريوهات متكررة من الواقع المعيش والروتين اليومي, هذا اكتشف أن أحدا سرق محفظته, وذاك تشاجر مع موزع التذاكر, والآخر غاضب على وضعه وأخرى تتعرض للتحرش من طرف شاب..., كلها مشاهد ألفت واعتادت حكيمة رؤيتها كل صباح قبل توجهها للجامعة, تارة تلعب دور المشاهد من أبعد زاوية دون أدنى تدخل أو مشاركة, وتارة أخرى تكون ضمن أبطال السيناريو.

كان اليوم الجيد عند حكيمة هو حين تصل إلى الجامعة قبل بداية المحاضرة, بحكم أنها كانت تصل في بعض الأحيان في وقت متأخر والذي يجعلها تعكس الإتجاه نحو مقصف الجامعة, لأنها كانت تعرف مليا أن الأستاذ لن يقبل عذر تأخيرها ولن يسمح لها بالدخول مهما كانت الظروف.

مرت أربع سنوات بنفس الوثيرة والروتين مع كثير من الصبر والجلد, حازت حكيمة على الإجازة في العلوم الإقتصادية رغم المعانات والعراقيل.

انتقلت بعد ذلك من الخط رقم 800 لتتجه صوب الخط 33 المتجه وسط مدينة البيضاء, لأنها اشتغلت موظفة بإحدى المؤسسات الخصوصية, كانت تأمل في الخط الجديد خيرا بحكم أن معظم من يستقله موظفون, لكن هيهات فالمشاهد التي ألفتها لازالت تلاحقها أينما حلت وارتحلت, مادامت لن تغير وسيلة النقل "التأخر في الحافلات خاصة في فصل الشتاء الذي من المفروض أن تتوفر فيه بكثرة, عدم الجودة, عدم الإحترام من طرف الموظفين(موزع التذاكر, والمراقبين), التحرش, السرقة, قلة الإحترام, والأدهى من ذلك طول مسافة الطريق..."

كانت ولازالت حكيمة عفار تعاني في صمت من سوء وسائل النقل مثلها مثل العديد من المواطنين والمواطنات, لكنها رغم ذلك لازالت تحتفض بابتسامتها الدافئة, والتحدي المشع من بريق عينيها, وتحتفض أيضا ببرج أحلامها الذي أعادت ترميمه ثانيا.


ليلة عاشوراء على الطراز المغربي

عندما تجوب مناطق المغرب من شماله إلى جنوبه, فبالتأكيد سيجذبك ذلك التنوع الثقافي, الذي يحاكي ما هو عربي وما هو أمازيغي، وما هو أندلسي، وما هو إفريقي أيضا؛ فكل منطقة مغربية لا بد أن تنفرد بعاداتها وتقاليدها, حتى تجد نفسك أمام فسيفساء ثقافي؛ الأمر الذي ينعكس على مظاهر متنوعة منها ما هو احتفالي كمناسبة عاشوراء.

لذا ارتأيت أن أقدم لكم في هذه الصفحة بعض التقاليد المغربية المرتبطة بهذه المناسبة "مناسبة عاشوراء", التي تختلف عن نظيرتها في بقية البلدان العربية والإسلامية، إذ ترتبط بالعادات وبالخصوصية المحلية، أكثر مما تحيل على أحداث تاريخية إسلامية.
منذ بداية فاتح محرم يتم الشروع في تنظيف داخل المنزل، وتبيض جدرانه الخارجية وغسل الثياب والاستحمام، مع إمكان تجديد هذه العملية ليلة عاشوراء، ويطلق عليها بـ"العواشر".

الامتناع في هذا اليوم -وكذا بعده أو أكثر عند البعض- عن تنظيف البيت وغسل الثياب والاستحمام والتطبيل والتزمير وإيقاد النار واقتناء فحم أو مكنسة واستعمالها إن وجدت، بل يصل الأمر عند بعض الأسر إلى عدم ذكر اسم المكنسة، وقد تتخذ منها دمية تزين وتوضع في ركن المنزل وإلى جانبها "الجفّافّ" الذي تُمسح به الأرض، ويقال في ذلك مثل مغربي "الشطابا أعروسا والجفافا أنفيسة" -أي أن المكنسة عروس والجفّافّة نفساء-؛ للدلالة على تعطيل عملهما في هذا اليوم، وإن وقع الاضطرار إلى شراء المكنسة في عاشوراء فإن ذلك يتم بصمت مع البائع، وحتى لا تدخل إلى الدار من الباب فإنه يتم الإلقاء بها من السور الخارجي إلى وسط الدار أو الفناء، وفق ما هو معروف في الهندسة التقليدية للمنازل المغربية. وقد ينسحب ذلك حتى على بعض حاجيات البيوت، وبصفة خاصة على الملح الذي لا ينبغي أن يؤخذ أو يعطى أو يُسلَّف -والمقصود من ذلك إظهار الحزن- إلى بعد انتهاء أيام عاشوراء التي قد تستمر إلى العشرين من محرم وربما آخره، ويعلن عن هذا الانتهاء بضرب الطبل
.
ويلاحظ في مناسبة عاشوراء أن النساء والفتيات يتمتعن بحرية أكبر حيث يقمن قبل هذا اليوم بتخضيب شعر رأسهن بالحناء، وكذا أيديهن وأرجلهن بها مع وضع شيء منها في أكف الأطفال وحتى بعض الرجال, ومن مُرددات النساء، وقد جمّلن شعرهن بالحناء وأطلقنه:

"عاشوري عاشوري ... عليك نطلق شعوري". أو

"هذا عاشور ما علينا الحكام أللا ... عيد الميلود يتحكموا الرجال أللا..."

اكتحال النساء واستياكهن في الغالب، وإن كان بعضهن يمتنعن عن ذلك أيام عاشوراء بدءا من فاتح محرم، ويتهيأن بأن يقمن بذلك قبل حلول الشهر، وهو امتناع يرتبط بمظهر الحزن.

ومعروف في هذه المناسبة تعداد أساليب التوسل لفك السحر أو رد العين والأرواح الشريرة، ومن ذلك ما كان معروفا في بعض المدن كمدينة الرباط من أخذ الأطفال إلى الصباغين لصبغ أطرافهم اليمنى بالسواد وشراء "جعبة الهند"، وهي وعاء حديدي صغير بقفل تحمله النساء اللائى يخشين العين أو فعل السحر.

كما يتم استعمال البخور قصد رد العين والأرواح الشريرة، وهو نوعان:

بخور مدني: يتمثل في الخزامى، والشَّبَّة، والحرمل، والجاوي، والفاسوخ.

بخور بدوي: كالداد والريحان وفسخ الحنش (جلده).//

فتح الكتاتيب القرآنية صباح يوم عاشوراء إلى وقت الضحى؛ لتحصل البركة طوال العام ثم تعطيلها بعد ذلك بقية اليوم، وقد تمتد العطلة أياما ثلاثة أو عشرة، ويُطلق على هذه العطلة لفظ "العواشر".
حث الأطفال على الصيام وشراء "الهدايا" لهم، منها ما يكون للذكور كالطبول وللإناث الدمى والتعارج (آلات إيقاعية تشبه الطبل، لكنها أصغر حجما).

اقتناء ملابس جديدة أو خياطتها تيمنا بهذا اليوم وفق ما هو شائع من أن الذي يخيط في عاشوراء يخيط طوال السنة.

إيقاد النار في الشواع والميادين العامة في ليلة عاشوراء، ويطلق عليها "شعالة" أو"شعايلة" أو "تشعالت" في اللهجة الأمازيغية، وبعد إيقاد النار يبدأ القفز عليها باعتبار أن ذلك يزيل الشر ويبعده، بل إن البعض يشعلون النار في أفنية منازلهم ويأخذون في الدوران حولها وهم يطبلون ويزمرون ويغنون.

وتجدر الإشارة إلى ما كان يقع في بعض المدن كمراكش حيث تلقى في النار بعض الدمى والصور، ومنها ما يمثل قاتل الحسين وكذا إلى ما يحدث في مناطق أخرى، لا سيما في الأطلس الصغير؛ إذ تتحلق النساء حول النار ويأخذن في البكاء والندب والنواح، وقبل أن تخمد النار يدفئن الماء عليها ليتوضأن به أو يغتسلن تبركا به وعلاجا.

الإكثار من صب الماء على الأرض، وكان شائعا أن يلجأ حمالو الماء المعروفون بـ"الكرابة" إلى ملء قربهم، وإفراغها في الأرض مقابل ما يعطيه المارة والمتجولون.

وقد كانت النساء في سنوات غابرة يقمن باكرا فيغتسلن بالماء البارد حتى يكون العام مليئا بالخير وبالحيوية والنشاط، وفي حالة عدم استيقاظ الفتيات باكرا كانت تلجأ الأمهات إلى رشهن بالماء حتى يضطررن للاستيقاظ، لكن سرعان ما تجاوزت هذه العادة البيوت المغربية لتخرج إلى أزقتها وشوارعها حيث يصب الماء على المارة".

وعن الطعام، فالحلويات غالبا ما تُتناول بعد عشاء ليلة عاشوراء إثر طعام "الكسكس" الذي يفور على (الديالة)، وهي مؤخرة الخروف وذنبه، ويحتفظ بها من أضحية العيد مملحة لهذا الغرض، وقد يكون معها شيء من القديد مع أمعاء الكبش المجفف التي يصنع منها ما يعرف "بالكرداس".

وعن عادة شراء الفواكه اليابسة فقد اعتادت العديد من الأسر المغربية في عاشوراء شراء كميات لا بأس بها من الفواكه الجافة، وتقسيمها إلى حصص متساوية حسب عدد أفراد الأسرة؛ فتقدم لهم في هذه المناسبة، على أن الأم المغربية في عاشوراء تحرص كل الحرص على تذكر بناتها المتزوجات اللواتي تبعث لهن بنصيبهن من الفواكه إلى بيوتهن أو تحتفظ به لهن به عند زيارتهن لها.

ومن عاداتنا أيضا في المغرب أن الشاب الخاطب عليه أن يتذكر خطيبته، ويهديها في هذه المناسبة بعض الحلي أو بعض الملابس التقليدية المصحوبة بالفواكه اليابسة.

وهناك أيضا عادات تبعث على الدهشة منها زمزم ففي المدن، ومع طلوع الشعاع الأول من "يوم زمزم"، تبدأ القطرات الأولى من المياه، التي تحول الأزقة والشوارع إلى أنهار صغيرة في التدفق، فيقوم أول من يستيقظ من النوم برش الباقين بالماء البارد، ويخرج عدد من الأطفال والشبان، خصوصا داخل الأحياء الشعبية، إلى الشوارع لرش كل من يمر بالماء.
ومع مرور الساعات الأولى من الصباح يحمى وطيس "معارك المياه"، خصوصا بين الأصدقاء والجيران. ومن يرفض الاحتفال بماء "زمزم" من المارة، عبر رش القليل منه على ثيابه، قد يتعرض لتناوب عدد من المتطوعين لإغراق ثيابه بكل ما لديهم من مياه.
ورغم قساوة "اللعبة" فإن الكبار في الغالب يباركونها، ويعتبرونها جزء من الاحتفال بهذا اليوم، الذي يتوج بوجبة "الكسكس المغربي" في كل البيوت، تفوح منه رائحة القديد، الذي تم تخزينه من أضحية عيد الأضحى، خصوصا لهذا اليوم.
أما في البوادي والأرياف المغربية فإن الماء في هذا اليوم يحتفظ بقدسية خاصة، حيث يلجأ الفلاحون وربات البيوت، مع إعلان الفجر، وقبل أن تطلع الشمس، إلى رش كل ممتلكاتهم بالماء البارد، حيث ترش قطعان الغنم والبقر، وغيرها، كما ترش الحبوب المخزنة، وجرار الزيت والسمن.
وتقوم الأمهات برش وجوه الأبناء، الذين يتنافسون في الاستيقاظ المبكر، لأنهم يؤمنون، حسب ما يردده الأجداد، بأن من يكون هذا اليوم نشيطا يقضي كل عامه على نفس المنوال، ومن يتأخر في النوم إلى أن تشرق الشمس، يغرق في الكسل ما تبقى من العام.
كما أن الكبار في الأرياف المغربية يؤمنون بأن كل ما مسه الماء هذا اليوم ينمو ويبارك الله فيه، وما لم يمسسه ماء قد يضيع خلال نفس العام.
وتعود عادة رش المياه، التي يحتفل بها أغلب المغاربة، ويعتقدون أنها جزء من العادات الإسلامية، إلى طقوس من الديانة اليهودية، كان يتمسك بها اليهود المغاربة منذ قرون، حيث أنهم يعتقدون أن الماء كان سببا لنجاة نبيهم موسى عليه السلام في هذا اليوم من بطش فرعون وجنوده، كما يؤكد ذلك القصص القرآني، وهو الأمر الذي استوعبه الإسلام وجعله جزء منه، بالتنصيص على صوم يوم عاشوراء، ابتهاجا بإنقاذ الله لنبيه موسى، مع زيادة صوم يوم التاسع من شهر محرم، لمخالفة اليهود والتميز عنهم.
ويعتقد اليهود المغاربة بأن الماء في هذا اليوم يتحول إلى رمز للنماء والخير والحياة، مما يجعلهم حسب ما راج في بعض الكتابات، التي تناولت تاريخ اليهود المغاربة، يحتفون بالماء، ويتراشق به أطفالهم طيلة اليوم، في حين يرش به الكبار أموالهم وممتلكاتهم، أملا في أن يبارك الله لهم فيها.

صراحة قرائي الكرام صدق من قال "إذا كنت في المغرب فلا تستغرب".

samedi 19 mai 2007

البنات مخلوقات عجيبة بالنسبة للرجال

If you kiss her, you are not a gentleman
لو قبلتها فأنت رجل غير محترم

If you don't, you are not a man
ولو لم تقبلها, تكون لست رجلاً

If you praise her, she thinks you are lying
إذا مدحتها تعتقد أنك كذاب

If you don't, you are good for nothing
وإذا لم تمدحها تعتقد بأنك لا تصلح لشيء

If you agree to all her likes, you are a wimp
إذا وافقتها على كل ما تريد تعتقد أنك بلا شخصية

If you don't, you are not understanding
وإذا لم توافقها أنت رجل لا يفهم شيئاً

If you visit her often, she thinks it is boring
إذا زرتها كثيراً تعتقد أنك رجل غثيث

If you don't, she accuses you of double-crossing
وإذا لم تزرها فأنت شخص لا مبالي

If you are well dressed, she says you are a playboy
إذا كنت مهتماً بمظهرك وشياكتك فأنت رجل لعوب

If you don't, you are a dull boy
وإذا لم تلبس جيداً فأنت رجل تحرق الأعصاب

If you are jealous, she says it's bad
إذا كنت رجلاً غيوراً فأنت سيء الطباع

If you don't, she thinks you do not love her
وإذا لم تظهر لها غيرتك فإنها تعتقد أنك لا تحبها

If you are a minute late, she complains it's hard to wait
إذا تأخرت عليها دقيقة فإنها تشتكي وتتذمر وتقول : ما أصعب الانتظار !

"If you visit another man, you're not putting in "quality time
وإذا كنت تزور أحد أصدقائك فإنها تقول : بأنك رجل فاضي !

If you fail to help her in crossing the street,you lack ethics
إذا لم تتوقف لها حتى تقطع الشارع فأنت رجل عديم الأخلاق

If you do, she thinks it's just one of men's tactics for seduction
أما إذا وقفت فإنها تعتقد بأنك واقف حتى تتفرج عليها

If you stare at another woman, she accuses you of flirting
إذا كنت تراقب أحد النساء فإنك رجل تغازل وعيونك زايغة !

If she is stared by other men, she says that they are just admiring
أما إذا نظر إليها أحد الرجال فإنه أحد المعجبين !

If you talk, she wants you to listen
إذا تكلمت فإنها تريد أن تستمع

If you listen, she wants you to talk
وإذا سمعت فإنها تريد أن تتكلم !

In short
وباختصار

So simple, yet so complex
بسيطات ومعقدات

So weak, yet so powerful
ضعيفات, لكنهن قويات

So confusing, yet so desirable
متناقضات ومنطقيات

can't live with them.
لا تستطيع العيش معهن

can't live without them ...
ولا تستطيع العيش بدونهن


مع إحترامي لجميع البناااات

تحياتي

ملاحظة: أود أن أشير إلى أن هذا الموضوع أخذته من أحد المنتديات, وأريد أن أضيف أيضا ملحوظة أخرى لصاحب المقال رغم أنه مجهول الهوية, أنه رغم هذا التناقض والغموض في شخصية الفتيات, إلا أنكم مجبرون على تقبله أنتم الرجال فلا خيار أمامكم, لأنه كما قلت في آخر سطر لك, لا و لن تستطيعوا العيش من دوننا.

vendredi 4 mai 2007

معاناة لن تنتهي


"اللي ما شرا يتنزه... قلب آسيدي راه المليح هنا... زيد طلع شوف الذيالا"

عبارات تخترق أذن كل من تطأ قدماه سوق إفريقيا بالدار البيضاء بحثا عن أضحية العيد, كما أنها تكشف عن دعوة صريحة من بائعي الأكباش لعشرات الأنامل التي تستجيب برحابة صدر وهي تختفي خلف ذيل الخروف, الذي لا يحرك ساكنا من جراء ما يتعرض له من إهانات, بعدما ينتهك عرضه ويستسلم لمصيره, حين يمسك أصحابه أسفل وجهه بقبضة أيديهم تجنبا لأي رد فعل أو تمرد محتمل اتجاه المشتري, ليستغل بذلك الخروف فرصة رفع رأسه للسماء داعيا الله أن ينقذه من محنته هذه كل سنة, وكل هذا بسبب السمنة التي تعتبر من أهم انشغالات المشتري الذي يتفنن في طرق البحث عنها, وطبعا كل حسب إلمامه بأصناف وأنواع الأغنام.

فهناك من يدس أنامله في ذيل الخروف وبعد أن يخرجها يمررها على باقي أصابعه, ليتحسس مادة سائلة استخرجها للتو من ذيل الخروف, أو يشم رائحتها كما يفعل البعض, وهناك أشخاص يحترمون عرض وحرمة الأغنام فيكتفون بالرغبة في تقدير سنه عن طريق غرس أظافرهم بين أسنان الكبش بعد أن يفسح لهم البائع المجال, أو يخفون أيديهم وسط الصوف بحثا عن حجم هيكله العظمي, ليتجه المسكين إلى المرحلة الأخيرة من عملية الفحص بتحديد وزنه المفترض, فيرفع الكبش من قوائمه إلى أعلى ليوشك على السقوط أرضا وهو ينظر إلى قرونه الملتفة في الهواء بدون فائدة.

كلها مراحل عبرها معظم أنواع الأكباش, سواء الكبش القادم من "اولاد سعيد" الذي يتميز بصوفه الكثيف وقامته المعتدلة الطول, أو كبش "أبي الجعد" الذي تكبد عناء السفر بقامته القصيرة ووجهه الشبه الدائري, ولا حتى الكبش الرياضي الرشيق القامة والمعتاد على تسلق جبال الأطلس رغم الحمرة التي تزين خديه, كما لو كان يشعر بالخجل وسط أقرانه الكباش بسبب قصر قامته وقرونه القصيرة جدا.

وأخيرا الصردي الذي يمكن أن نستثنيه من اللائحة, لتميزه عن الكباش الأخرى بقلة إصداره للأصوات, وإن عبثت الأيادي قليلا بمؤخرته, وسبب ذلك قلة الطلب عليه لثمنه المرتفع, فهو يعتبر سيد الكباش بقامته الفارهة كما لو كان عارض أزياء مفتخر بجماله الذي يتجسد في قرونه الملتفة في الهواء, ووجهه المستطيل ذي البقع السوداء بين عينيه ومقدمة فمه.

وعلى الرغم من اختلاف أنواع الغنم شكلا وثمنا, وطول رحلة بحث المشتري عن الكبش المفقود, واستمرار لعبة شد الحبل بينه وبين البائع طيلة الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة, إلا أن العادات تفقد معناها دون الكبش والكل يغني على كبشه ليلة عيده.

mercredi 2 mai 2007

آدم ينافس حواء في الركض وراء هوس عمليات التجميل

من الطبيعي أن تهتم المرأة بأناقتها وتحرص على إبراز جمالها ومفاتنها, وتتفنن في تأنقها وتألقها, بحكم الغريزة الطبيعية المزروعة وبدون شعور أو تفكير فيها, وهذا ما أدى ببعض الشركات إلى تغيير وجهة منتجاتهم إلى مساحيق وأدوات خاصة بالتجميل سعيا وراء الربح, ولأن المثل يقول" الحاجة أم الإختراع" فدائما هناك جديد وتطور, لدرجة أن بعض المستشفيات لم تعد تقتصر على استخدام عمليات التجميل في الظروف الصعبة كما كان معروف عنها, حيث كان الشخص يلجأ إلى هذا النوع من العمليات في حال حادثة سير أو تشوه جسدي نتيجة لحوادث مؤسفة, بل أضحت تفتح أبوابها للنساء اللواتي يسيطر علين هوس الجمال, هذه تريد تغيير أنفها, والأخرى لا تعجبها شفاهها, وأخرى لا تكتفي بحجم ثدييها وما إلى ذلك من تغيير الأماكن الظاهر منها والباطن, لتصبح بذلك عمليات التجميل في ظل التطور المذهل في عالم الطب والجراحة من أهم عوامل الثراء لكثير من مراكز التجميل والأطباء, وذلك بفضل الدعاية المجانية التي تقوم بها الكثير من الفنانات الشغوفات بالتغيير والركض وراء ما يسمى ب"النيولوك", ما يدفع بالعديد من النساء إلى تقليد وإتباع خطوات الفنانات.
الأكيد أن كل هذا ما هو إلا موضة تتبعها السيدات للبحث عن الجمال, لكن الغريب في الأمر أن من يسعى إلى التغيير ليست المرأة فقط, بل وللأسف الرجال هم أيضا أصبحوا يركضون سعيا منهم إلى مواكبة النساء في التغيير والتبديل والقيام بعمليات التجميل, لتستغل بذلك مراكز التجميل هذا التغير المفاجئ الذي ألم بالرجال, وتنهض بسرعة ملئها الفرح والأمل في الثراء المضاعف, لتوفر أقساما خاصة للرجال كما هو شأن النساء.
ولعل المدهش في الأمر أن نفس العمليات التي يجريها الرجال هي ذاتها التي تجريها النساء من تصغير وتكبير للصدر والأنف وغيرها من العمليات لجعل الرجال أكثر وسامة, لكن جراحيا وليس طبيعيا.
لتظهر موضة جديدة أساسها الانسلاخ من الطبيعة والفطرة التي خلقنا الله سبحانه وتعالى عليها.

mardi 1 mai 2007

الحضن الدافئ




إلى من علمتني أبجدية الحياة
إليك يا أمي أحلى مشاعري, وأطيب كلماتي
حين تضيق آفاقي وتظلم الدنيا حولي, تطلين علي بوجهك الجميل وابتسامتك الحنون, رغم المسافات التي تفصل بيننا, فتدمع عيناي, وأنظر إلى صورتك أمامي, وما هي إلا ثوان حتى تزول أحزاني, وتتلاشى هواجسي, ويعود إلى نفسي هدوؤها وتوازنها, لقد أصبحت فتاة يانعة, ولكني حين اشتاق إليك أشعر بأنني طفلة لم تكبر, "بنية" تترقب العطلة المدرسية كي تزورك وترتمي في أحضانك الدافئة, وتنهل من بحر حبك وحنانك.

لله ما أغلاك يا أمي, وما أروع نقاء نفسك وإيمانك, حفظك الله ورعاك, وكل عام وأنت بخير أمي يا أجمل الأمهات, أحبك يا من علمتني كيف أحب في زمن يغتال فيه الحب لأنه بات يخضع للحسابات.

samedi 28 avril 2007

نسمة تخدش آمال المغاربة


بعد انتظار طويل امتزج بالفرحة والأمل, فرحة سببها توحد المغاربة لإثبات ذاتهم و وجودهم أمام العالم العربي, وأمل في السير قدما من خلال نسمة تحقق لأبنائنا ما عجزوا عنه أمام عنصرية الفرنسيين, ورفض المشارقة لكائن اسمه المغرب العربي, معظم المغاربة رأوا الميز العنصري الذي كانت قد تعرضت له الطالبة هدى في ستار أكاديمي فرنسا, مع العلم أنها كانت تحمل الجنسية الفرنسية, لكنهم لم يتقبلوا دمائها العربية التي كانت العائق الوحيد في عدم فوزها بلقب الستار.

أما إخواننا المشارقة فمن الواضح أن لهم عقدة لا دواء لها اتجاه المغاربة, معظمنا يتذكر أماني التونسية التي من دون شك كانت هي المرجحة للفوز, لنصدم في النهائيات بفوز الشاب السعودي هشام, لكن ماذا نفعل أمام رغبات ماما رولا سعد التي تتسلى بنسج الحكايات والسيناريوهات, لتروي عطش رغباتها اللامتناهية, وقسوتها المجحفة.

بعد أماني كانت الضحية هناء المغربية وتلتها أمال التي لم تكتفي ماما رولا من تزوير حصيلة تصويتها بل سرقت أغانيها التي قامت بتأليفها وتلحينها وغناءها في البرايمات, وهذا ما جعل المغاربة يصرون على إنتاج برنامج خاص بهم تحث شعار"لا شرقية ولا غربية... مغربية", والذي رسم على شفاه كل مغربي ابتسامة أمل و إشراق لاستقبال الغد.

البرنامج احتضن أكاديمية فاخرة ذات طابع ولمسة مغربية, لا من حيث الأثاث والديكور أو الشكل الهندسي, لتضن بنفسك أمام قصر من قصور ألف ليلة وليلة, والأجمل من هذا الاحترام السائد بين الطلبة الذين تراهم يحافظون على تقاليد بلدانهم, كما أن إدراة الأكاديمية حرست على عزل بناية الأولاد على البنات, عكس الأكاديميات الأخرى التي تصر على الاختلاط حتى في النوم.

لكن وللأسف لم تكتمل فرحة المغاربة, فما عرضته"نسمة تي في" في أول حلقة من حلقات البرايم خدش أمالاهم وحطم أحلامهم, فنبيلة الكيلاني تلك الدمية المتحركة التي كانت تحاول تسيير برنامج شبابي بطريقة مستفزة وجافة, كانت نقطة ضعف وكارثة من كوارث الإعلام في البرنامج, لا حركة, لا أناقة, ولا حتى مهنية, وأنا أؤكد أنها لا و لن تستطيع أن تسير حتى برامج الأطفال فما بالكم ببرنامج شبابي يعتمد على الحركة, ناهيك عن الأخطاء الفنية والتقنية التي لا يمكن إدراجها إلا في خانة الكوارث التلفزيونية, إضافة إلا الديكور الرديء للبلاطو, كلها أخطاء ساهمت في ميلاد برنامج عاجز خال من عنصر الإبهار والتشويق.

أضن أن القناة التونسية نسمة وضعت نفسها في مأزق واختارت برنامجا أكبر منها ومن إمكانياتها, مأزق نتمنى أن تتخلص من وحله وتنهض لتثبت ما كانت تسعى إليه.

samedi 21 avril 2007

هل نستحق إسلامنا...؟

معظم الناس لمسوا الاضطراب الذي تتخبط فيه الدولة مؤخرا, معظم الناس شهدوا وشاهدوا إن لم يكن مباشرة فعبر وسائل الإعلام ما وقع من تفجيرات, معظم الناس انفطرت قلوبهم وتمزقت لأبرياء تطايرت أشلائهم دون ذنب, معظم الناس أصبحوا يخافون السير في الشوارع, والتحدث مع الغرباء شراء للزمن و اتقاء للمحظور, أبرياء سلبت أرواحهم في غفلة منهم, ونساء ترملن ليصبحوا في رمشة عين بلا معيل, وأطفال أرغموا على مواجهة أمواج الزمن دون ربان, وكل هذا بسبب أشخاص يدعون أنهم دعاة السلام وملائكة تحمي البشر من وساوس الشيطان, منحوا أنفسهم سلطة الحق في تغيير الكون, و بأدمغة مغيبة عن التفكير ومغسولة بأفكار مجحفة لا إنسانية يرتكبون جرائمهم الدنيئة دون معرفة المذنب وغير المذنب.

لتكثر بعد ذلك الأقاويل والتكهنات في السبب وراء ذلك, هناك من يقول أن سبب هذا العنف مؤامرة دنيئة لتشويه صورة الإسلام, والمتورط الرئيسي في ذلك الجهاز الإسرائيلي والأمريكي, لكي تجد إسرائيل أعذارا لما تقوم به من أفعال إجرامية في حق الشعب الفلسطيني, في حين أن البعض يرجع السبب إلى شبح الفقر الذي ينخر كالسوس في الفقراء, والميز الطبقي والتعليم المحتشم الذي يتلقاه الفقراء في أكواخ المؤسسات التعليمية, إلى ما ذلك من مشاكل يعاني منها البسطاء, يصبرون و يكابدون المر لكن لكل بداية نهاية ونهاية العذاب صرخة انفجار يطلقها شباب لزال في بداية الطريق.

كلها آراء وتحليلات تقبل الموافقة والمعارضة, لكن لنفترض أن التحليل الأول هو الأصح, في نضركم هل يعقل أن نترك الغير يتحكم فينا ويروينا بأفكاره المستبدة؟ هل نجعل من أنفسنا فريسة سهلة لمخططاته في حين أن أشقائنا الفلسطينيين يحاربونهم منذ نصف قرن؟ أيعقل أن نكون مجرد دمى يحركونها في أي اتجاه يريدون, دون أدنى مقاومة أو رفض؟

أما إذا اعتمدنا على التحليل الثاني فسنكون أضعف المخلوقات في الكون, بل أكثر من ذلك سنكون عاقين معترضين على مشيئة الله سبحانه وتعالى, فكم من دولة تعاني الفقر وكم من بؤساء مزق الجوع أحشائهم دون أدنى تدمر منهم, كم من إنسان محروم من أبسط متع الحياة كم و كم و كم.

للأسف كلها تحليلات غير منطقية وأعذار واهية, نابعة من ضعفاء غير متحدين, جعلونا نعيش اللحظة في ذل وخوف, بسببهم صرنا نخجل من هويتنا العربية ونرمى بسهام الاستهجان و الاحتقار, بسببهم أصبحنا ثائرين حائرين في دوامة المستقبل الذي لا نعرف ما يخبأه لنا, لأننا أصبحنا في ورطة حقيقية, والأمر يستوجب أن نعلن بشجاعة ودون خجل بأن هذه القضية متشابكة وخطيرة, وأنه أضحى في عالمنا العربي مستنقع فكري يجب محاربته و طمسه من الوجود, وردمه في أعمق حفرة من النسيان, و إلا سيستمر أصحابه في نشر معتقداتهم المصابة بعقدة الهوس والتطرف, يجب أن نقر بأن شبابنا يغرر به من قبل جماعات اعتنقت أفكارا هدامة, قامت بغرسها في أذهانهم القاصرة ليطبقوا معتقداتها المبنية على سياسة القتل والتدمير, يجب أن نصرح بأن كل نقطة دم تهدر على أرضنا هي حصيلة ذنوبنا وسياستنا القمعية.

إن كل دقيقة أو ساعة أو يوم يمضي, يزعزع أمننا واستقرارنا و يقلل من شئننا أمام العالم, و ينقص من أرصدة سمعتنا كمسلمين نحمل على أكتافنا ديانة دفع الكثيرون أرواحهم فداء لنشرها ورفعها عاليا حيث لا وحل و لا مستنقع, لكن السؤال الذي يربكني اللحظة ويخدش تجاعيد دماغي وأتمنى أن تمنحوا بعضا من وقتكم للتفكير فيه هو هل نستحق إسلامنا؟؟؟

lundi 16 avril 2007

اللي تشفا يتبلى


استيقظ الأمريكيون صباح اليوم على وقع خبر إطلاق النار في جامعة "فرجينيا تك" في مدينة "بلاكسبرغ" بولاية فرجينيا الثاني من نوعه الذي تشهده هذه الكلية في أقل من سنة, حيث لقي 33 شخصا مصرعهم, وأصيب نحو 29 آخرين, على يد مسلح دخل الجناح الشمالي للكلية وقتل شخصين (رجل وامرأة) وقد اعتبر الحادث عرضيا حيث تابعت الكلية التدريس, وبعد ساعتين أي عند الساعة التاسعة وخمسة عشر دقيقة في التوقيت المحلي سمع إطلاق نار كثيف في الجناح الجنوبي للكلية حيث كلية الهندسة, إذ قام مسلح بإطلاق النار تباعا وعشوائيا على الطلاب داخل الصفوف, ليقتل نفسه بعد المجزرة التي قام بها.
وتقع جامعة "فرجينيا تك" وهي من الجامعات التكنولوجية المعروفة في الولايات المتحدة، بمدينة "بلاكسبرغ" شرقي ولاية فرجينيا، على بعد نحو 400 كيلومتر باتجاه جنوب غرب العاصمة الأميركية واشنطن.
يا للصدف قبل أيام أطلقت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرات بتفجيرات واستهداف محتمل لمصالحهم في المغرب والجزائر, وكانت كلها فرقعات إعلامية فارغة ولم يحصل شيء, ليتبين فيما بعد أن الهدف كان تحسيس المواطن الأمريكي بالخطر الذي يحدق به من المسلمين, أو بالأحرى كما يحلو لهم أن ينعتوننا "الإرهابيين" هذا النعت الذي أصبح لصيقا بكل من يحمل على كتفيه ديانة الإسلام وجذور العروبة, لكن يبدو أن تحذيراتهم أخطأت الهدف والخطر جاء منهم, من أبنائهم ومواطنيهم.
ليتبين من جديد أن الإرهاب شبح وبعبع لا دين ولا جذور له.
آه قبل أن أنسى أطلبوا من الله تعالى أن لا يكون من بين الضحايا أو الطلبة عربي أو مسلم, حتى لا يستبدل الجاني بالمجني عليه, وتنسج الأكاديمية الأمريكية شريطا كبقية الأشرطة وتقول إن التنظيم أو الجماعة الفلانية هي المسؤولة عن المجزرة.

" حب افتراضي في غرف " الدردشة

لم يعد فارق السن يشكل عائقا أمام بناء علاقة حب ونسج قصة غرامية بين محبين عاشقين, خاصة إذا كان هذا الحب العذري وليد غرف الدردشة أو"الشات", هذه الأخيرة التي كسرت واخترقت حواجز التقاليد والأعراف بما فيها السن والديانة, لكن السؤال المطروح بشدة هو: هل هذا الحب أو بالأحرى هذا التعارف الذي يفتح عينيه في غرف الدردشة حقيقي أبدي؟ أم أنه ينصهر مع أول عائق يصادفه ؟؟

لتوضيح الصورة أكثر في كنه الموضوع ارتأينا أن ننقل لكم قصة حقيقية تجسد ما سلف ذكره, أبطالها شاب يدعى "ستيفانو" يبلغ من العمر21 سنة, ينحدر من أصول فرنسية معروف بإقباله على الإنترنيت واصطياده للفتيات من خلال منتدى النقاش, ثم نادية شابة في بداية عنوستها, مغربية الأصل تعيش بفرنسا, تهوى "الشات"باعتباره الوسيلة الوحيدة المتبقية لها للتمكن من التعرف على نخبة جديدة من الأصدقاء باختلاف أعمارهم ودياناتهم, حيث تحاول أن تتناسى من خلالهم إشرافها على بوابة العنوسة.

كان من بين الأصدقاء التي تعرفت عليهم نادية "ستيفانو" الذي تحولت مشاعر وأحاسيس الصداقة بينهم إلى حب دفع بنادية قبول فكرة تمضية يومين في سهرة بباريس رفقة "ستيفانو", هذا ما أدلى به والديها في 21 من يوليو إلى مركز الشرطة ب 'إفلين" للإعلام بحادث اختفاء ابنتهما التي لم يظهر لها أثر بعد السهرة.

كان المشتبه فيه الوحيد هو "ستيفانو" الذي عثرت الشرطة عليه بسهولة من خلال بريده الإلكتروني, لم ينكر المشتبه فيه مواعدته نادية, لكن أقواله تضاربت فيما يخص بعض الجروح الموجودة في جسمه, مما أدى إلى ارتياب المحققين و إصرارهم على معرفة الحقيقة, إلى أن قرر"ستيفانو" الاعتراف بارتكابه الجريمة الشنعاء التي أجهضت جنين الحب الذي لم يكتب له أن يرى النور أو حتى أن يكتمل نموه, اعترف بضرب نادية ضربا مبرحا وتقطيع جسدها إلى قطع ورمي أشلاء الجثة في كتل من الإسمنت ملقاة بمجرى مائي ب "ليسون", ليطمس القاتل معالم الجريمة التي ضن أنها ستتوارى بسكوته وإنكاره.

والغريب في الأمر أن سبب الجريمة التي وقعت في المرآب التحت أرضي لبيت شقيق المشتبه فيه, هو محاولة نادية الخروج من القبو بعد أن تعرضت للتحرش من طرف ستيفانو, مما جعلها تضطر إلى تهديده بالسكين الذي جرحه في يده, هذا الأخير أدى إلى غضبه وهيجانه ليقر إنهاء قصة حب افتراضي لم يكتب له أن يرى النور.

lundi 9 avril 2007

"ستار أكاديمي"


أصبحنا في الآونة الأخيرة نشاهد على شاشة الفضائيات اللبنانية, برامج غنائية في قالب مسابقات تخص الشباب بالدرجة الأولى, حيث أصبح يطلق على معظمها ب "ستار" " سوبر ستار" ستار أكاديمي", والملاحظ أن جلها معنون تحث كلمة ستار, الأمر الذي جعلني أتساءل عن السبب في ذلك, فوصلت إلى نتيجة مفادها أن هذا الستار هو عبارة ستار معتم ومظلم خاطته الأكاديمية الأمريكية بشراكة مع إسرائيل, قصد إخفاء مآربهم ونواياهم السياسية وراءه اللتان كانتا ولا تزالا تسعيان إليها, وفي الوقت نفسه هو بمثابة طعم لشبابنا العربي الذي أصبح ينساق مؤخرا وراء هذا النوع من البرامج فتراهم متلهفين على متابعته وتشجيعه من خلال مساندة المتسابقين أثناء "البرايم", وبعتهم لرسائل sms التي تعرضها القناة صحبة هذا النوع من البرامج أسفل الشاشة, حيث يتم تبادل أرقى أنواع الشتم والسب بين الدول العربية ضنا منهم أنهم يدافعون على هيبة المتنافسين الذين يمثل كل واحد منهم بلده, ليتغير بذلك هدف البرنامج من غنائي ترفيهي إلى هدف سياسي, أبطاله سفراء من شتى دول العالم العربي, فتيان وفتيات تجمعهم أكاديمية واحدة, يتعايشون تحث سقف واحد لا يفصل بينهم عند النوم سوى"ستار" مظلم.

الأمر الذي جعلني أستغرب لهذا الاختلاط, خاصة وأن معظم المشتركين من دول الخليج, هذا الأخير الذي سمح في الآونة الأخيرة بتغيير جلده من خلال منح أبنائه الترخيص للمشاركة في مثل هذه البرامج الغنائية, سمح لهم بالتعايش تحث سقف واحد مع غرباء أمام الملايين من المشاهدين.

صراحة يؤسفني القول إن ما كانت تطمح إليه الأكاديمية الأمريكية والإسرائيلية قد وصلتا إليه ببساطة, نجحتا في تضليل الوطن العربي وتفكيكه, وزرع الحقد في كل أرجائه, من خلال رمي أبنائه في دوامة سريعة الدوران لا مجال لاستخدام الفكر أو العقل فيها, نجحتا في جعل العرب يتصارعون فيما بيتهم علنا أمام الأعداء الذين يتمتعون بذلك كما لو أنهم يتتبعون ويستمتعون بسلسلة"طوم و جيري".

dimanche 8 avril 2007

ما دير خير ما يطرا باس

إهتز سكان إقامة الأزهر يوم الجمعة 6 أبريل 2007 إثر فاجعة مقتل أحد السكان في صلاة الجمعة, حيث تلقى ثلاث ضربات قاتلة على رقبته ب"شاقور" جاره الذي انتظر الضحية إلى أن سجد واغتاله وسط حشود من المصلين,

الضحية معلم بمدرسة ابتدائية, الكل يحكي عن حسن خلقه وطيبة قلبه, في حين أن الجاني مدمن مخدرات عاق لوالديه, يقال أن السبب في إقبال الجاني على قتل الضحية رغم أنهم جيران بمبنى واحد أن الضحية كان دائما يتدخل لحل الخلافات التي تكون بين الجاني وأمه وإخوته, حيث تجرأ مرة وضرب أمه بسكين في خدها, ومرة أخرى كان سيقتل أخاه الأصغر, لكن هذه المرة كانت الضربة قاضية فالضحية أعز الجيران للعائلة وصاحب فضل في حل نزاعاتهم الأسرية, أراد الجاني أن يزيله من الطريق, لكنه أزاله إلى الأبد بصورة دموية ينفطر لها القلب, تسبب في ترمل سيدة مسكينة ويتم أولادا صغار لا يعرفون عن هذا الزمن شيئا, لكن الشيء الوحيد الذي سيخفف أحزان الأسرة هو أنه مات شهيدا في بيت الله عز وجل, ساجدا للخالق وحده, إذن فرحمة الله عليه.

jeudi 5 avril 2007

صدق أولا تصدق


انتابتني الدهشة والاستغراب وأنا أقرأ الخبر, الذي كان في أحد مواقع الإنترنيت لجريدة مصرية, خبر يطوي في سطوره عبارات تبشير و تهنئة للرجال, على ميلاد أول جمعية مصرية عربية, تهدف إلى رفع الظلم عن الرجل من لدن زوجته, الرجل العربي المعروف بتعامله الصارم مع المرأة, أو بعبارة أخرى شخصية"سي السيد" التي جسدتها روايات نجيب محفوظ, يحمل هذا المولود الجديد إسم أو بالأحرى شعار "جمعية المستضعفون في الأرض", صراحة لم أصدق الخبر, ضننته مجرد مزحة أو كذبة نيسان بحكم إشرافنا على شهر الكذب, لكن مع قراءة السطور وتوغلي في الموضوع, بدأت ملامح الشك بالاندثار, خاصة بعدما ضغطت على زر ذاكرتي ليعود بي الشريط إلى أحد أعداد الجريدة اليومية "الصحراء المغربية" التي كانت قد خصصت ملحقا يوم السبت والأحد تحث عنوان"نساء يعنفن الرجال" مرفقا بصورة لامرأة تحمل "طنجرة" محاولة ضرب زوجها بها, و بعض الصور الكاريكاتيرية التي جعلت من المرأة فاعلا والرجل مفعولا فيه (على مستوى العنف طبعا), ومواضيع مرفقة بدراسات وأبحاث عن المرأة العنيفة التي أصبحت كابوسا يرعب الرجال, هكذا غدا وصفها, تحولت أظافر راحتها في يوم وليلة إلى مخالب تعكس قسوتها وحقدها, وغدت في نظرهم حمرة شفاهها التي كانت تتزين بها لإرضائهم مصاصة دماء.

قسوة و وحشية أمعنوا في دراستها وتلذذوا في وصفها, أثبتوا بالحجج والدلائل تمرد اللبؤة عن قانون الطبيعة وسيرها عكس التاريخ, جعلوا منها إرهابية إن لم تستسلم يدمجونها ضمن القائمة السوداء التي لها استعداد دائم على الابتلاع و الابتلاع دون الوصول إلى حد التخمة.

إذن لقد انقلب السحر على الساحر, أو بالأحرى تمرد فأر التجارب الذي تمخضه صاحبه, لأنه سئم طأطأة الرأس ومل قول كلمة "نعم", فهنيئا لكم يا دعاة التحرر بتجربتكم الناجحة, هنيئا لكم بمولودكم الجديد الذي حاربتم من أجل إبرازه للنور, ألم تنظموا الندوات والمؤتمرات من أجل تحرر المرأة؟ ألم تسعوا إلى جعلها امرأة فعالة تواكب عصرها ؟ ألم تطالبوا بانفتاحها على المجتمع والعولمة؟ ألم تريدوا صياغة فكرها صياغة معاصرة؟ إذن ماذا؟ ألم ترقكم النتيجة التي جاهدتم في التخطيط لها؟

تبا لكم, اليوم أتيتم بعدما صفعتكم الصحوة للتحدث عن عنف أنتم سببه؟ عنفكم هذا تحملته المرأة قبلكم لزمن طويل دون حل أو التفاتة منكم, عنف جعل من جسدها مسرحا للعديد من أنواع الأذى, عنف امتزجت به لكثرة ما تعرضت له, عنف هي ضحيته كابنة, كزوجة, كعاملة, كامرأة محتلة في أرض مغتصبة, كامرأة تبحث عن مستقبلها وكيانها في عالم متخبط في آرائه ونظرياته, ومع ذلك لم يجبرها عنفكم على انسلاخها من صفة الأنوثة, الرقة, العذوبة, العاطفة, الحب... هذه الكلمات التي لو تعرفون مغزاها ما انتقدت أقلامكم عنفها, وهي التي وصفها شاعر المرأة نزار قباني "أشهد أن لا امرأة على محيطها خصرها تجتمع العصور وألف ألف كوكب يدور".

mercredi 4 avril 2007

مطاردة هتشكوكية داخل حافلة بيضاوية

يعتبر أغلب سكان مدينة الدار البيضاء, حافلات النقل الحضري التي تقلهم يوميا قفصا قصديريا, يخافه كل من اضطرته الظروف لارتياده, خاصة البسطاء منهم.

فداخله تسرق وتنهب أغراضهم الشخصية, وتفتش جيوبهم في خلسة منهم, و تطالهم أيادي المتشاجرين, كما تتعرض داخله النساء إلى التحرش الجنسي, دون أدنى تدخل من أحد, كلها مشاهد ومواقف يومية, تتكرر معايشتها أمام من اعتاد وألف استعمال حافلات النقل الحضري بمدينة الدار البيضاء, قبل الوصول إلى مقر عمله, إلى حد أصبحت معه لدى أغلب الأشخاص أمرا مسلما به.

استقليت نهاية الأسبوع الماضي, الحافلة رقم 33 المتجهة من وسط المدينة إلى حي البرنوصي, كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف بعد الزوال, والصمت سائد داخل الحافلة, كل واحد من الركاب ينزوي في جهة, فالكل يعاني من حرارة الشمس المرتفعة في مثل هذه الفترة من اليوم, يستنشقون بصعوبة هواء ملوثا بسبب ما يحمله معه من حرارة.

وقبيل بلوغ الحافلة محطة الوصول ببضع أمتار, انتبه ركاب الحافلة إلى راكب نهض من مكانه بسرعة البرق, فهم ممسكا بشاب في مقتبل العمر, انتابت كل الركاب موجة من الأسئلة, بعضهم عبر بملامح وجهه عن تعجبه لما رآه, وآخرون استغربوا خاصة بعد أن طلب الرجل من السائق إيقاف الحافلة, وبرر تصرفه بكون الشاب رمى بشيء من النافذة, لم يتسن للركاب فهم طبيعة ومحتوى هذا الشيء.

لكن السائق لم يعر اهتماما لأوامر الرجل, ما دفع بهذا الأخير إلى الكشف له عن هويته, باعتباره رجل شرطة, حينها خضع السائق لأوامر الشرطي, الذي أحكم قبضته على الشاب ريثما يعود بدليل إدانته, فاتضح لمجموع الركاب الذين ظلوا لوقت طويل يفكون لغز اعتقال مفاجئ داخل الحافلة, إلى أن الشاب متهم بحمله لبعض الغرامات من مادة "الحشيش".

فالشاب ضبط في حالة محاولة لاستهلاك مادة مخدرة في الحافلة, التي تعتبر مكانا عموميا يفترض على كل فرد أو مواطن احترامه.

مع وضوح "السيناريو" توقف السائق عند أقرب مخفر للشرطة, ونزل رجل الأمن بعد أن كبل يد الشاب, وأرفق معه دليل الإدانة, لينظر في أمر استعماله لمادة ممنوعة قانونيا في مكان عمومي.

انقلب الصمت الذي كان سائدا بالحافلة إلى ضجيج بفعل تبادل النقاش وتقديم التفسيرات واستحضار البدائل, وكأن بالمكان تحول من حافلة إلى قبة برلمان انقسمت داخلها الآراء بين معارضين ومِِؤيدين للواقعة, بينما ظل آخرون في مكانهم, فضلوا أن يبقوا محايدين لما وقع, وإن علق أحدهم على ما حدث بعبارة "إلى طاحت البقرة كيكتروا الجناوى".

وفي مقابل ذلك عبرت شابة من الركاب عن أمنيتها في أن يفكر المسؤولون بوضع شرطي بزي مدني في كل حافلة من حافلات الدار البيضاء, "ولو لمدة يومين في الأسبوع, أخدا بعين الاعتبار أوقات الذروة التي تتحول فيها الحافلات إلى غابة ينتصر فيها القوي على الضعيف", واسترسلت قائلة "تمنيت أن يأتي يوم أركب فيه الحافلة مطمئنة القلب, فلماذا لا تكون شرطة القرب في الحافلات أيضا, تردع كل من تسول له نفسه إيذاء الضعفاء والتحرش بالنساء؟ لماذا لا نجعل المواطنين يحسون بالأمان في رحلة سفرهم بين شوارع البيضاء"

mardi 3 avril 2007

"كاد المعلم أن يكون رسولا"

أصبحت المدرسة في الآونة الأخيرة شبيهة بوكالة "التسمسير", وأضحى المعلم فيها هو البزناس أوالسمسار, بعدما كان جل المغاربة يعظمونه ويبجلونه ويحترمونه, ويأخذون العبر بشرفه وسمعته ونظافة يده من كل الشبهات, بعدما كانت المدرسة والمعلمين بمثابة الأسرة الثانية للتلاميذ الذين عدنا مؤخرا نجد في أعينهم بريقا باهتا من الانكسار والخوف من المستقبل, أين تلك الابتسامة المشرقة, والفرح الذي كان يغمر معظم الأطفال عند اقتراب أول يوم دراسي؟ حيث كان جلهم يحلم باليوم الذي سيدخل فيه المدرسة, ويحمل على كتفيه الصغيرتين رزمة الدفاتر والكتوبة, ويلبس فيه البلوزة, ويتعلم أول حرف من حروف القرآن الكريم.

للأسف لقد استقبل أول حلم لهم بصفعة مدوية أيقضتهم على مأساة مريرة من سلسلة الواقع التعليمي في المغرب, الواقع الذي يخول لبعض السمسارة الحق في ابتزاز تلامذتهم من خلال ما يسمى ب"السوايع", فلا يبقى للأسرة أمام كل هذا الحق في الاختيار, رغم ضعف الميزانية وثقل كاهلهم بمصاريف أخرى, حتى ولو كان التلميذ ممتازا في دراسته.

ومع ذلك تجد المعلمين وخاصة المعلمات لا ترضين أكل المال الحرام, فمقابل المال الذي يستنزفونه من أولياء التلاميذ يمنحون أبنائهم عند نهاية المرحلة الابتدائية شهادة "شاف" بامتياز, لأنه ولمدة ست سنوات متتالية يتعلم فيها التلاميذ كيفاش إيعجنوا الخبز والبطبوط , كيفاش إينقيو البطاطا وخيزوا, أو كيفاش إي خدموا التقاشر و التريكو.

فهذه الشهادة يمكنها أن تخول وخاصة للفتيات التي تعذر عليهن متابعة دراستهن بناء أسرة مثالية, أساسها الطبخ الجيد, وبالطبع كل ما ذكر سالفا لا يدخل ضمن المنهج الدراسي, بل كثرة الاجتماعات التي تعقدها المعلمات مع بعضهن هي التي لا تجعل لهن الوقت الكافي للقيام بأبسط الأعمال المنزلية, ولكن كيف ديما البراكة في التلاميذ.

لذا عندما تسمعون صراخ أبنائكم ليلا أو تجدون صباحا سريرهم مبلولا, فاعلموا أنهم حلموا بكابوس كان أبطاله "بابا الغول" و "ماما حيزبونة" اللذان يمثلان في الواقع المعلم والمعلمة.

فكيف سينشأ هؤلاء التلاميذ الذين يمثلون المستقبل الموعود وسط ثلة من المعلمين غير المسؤولين والغيورين على تكوين مستقبل هذا البلد, المتمثل في هؤلاء التلاميذ الذين سيوكل لهم حمل مشعل نشر التوعية والتنوير والمبادئ بين مختلف الشعب المغربي؟ كيف سيتمكنون من ذلك وفاقد الشيء لا يعطيه.

lundi 2 avril 2007

أسمعتم قصة أسخف من قصة سندريلا ؟


الطفولة عالم جميل ورائع, مليء بالخيال والأحلام, بالبراءة والنقاء, نطلق فيه العنان لخيالنا لنفعل ما نشاء, من منا في طفولتها لم تحلم بأن تكون "السندريلا " تلك الفتاة الجذابة برقتها والفاتنة بعذوبتها, قصة شاهدناها آلاف المرات ولم نمل من إعادتها, كنا نشاهدها بعقل مغيب عن التفكير أو حتى التحليل, وكأن شيئا ما يشدنا من أيدينا ويطير بنا إلى عالم الأحلام أوبالأحرى عالم الأوهام, لأننا لو استخدمنا حينها ولو ذرة ذكاء من تفكيرنا لا اكتشفنا مدى سخف هذه القصة, وإلى أي حد تسعى إلى الاستهزاء بذكاء طفولتنا.

وللتأكد من ذلك, اضغطوا على زر ذاكرتكم واجعلوا الشريط يعود بكم إلى الوراء, إلى صفحات هذه القصة, حيث كانت السندريلا الفتاة الجميلة والهادئة الطباع تعيش في قرية صغيرة بمنزل رفقة أبيها وزوجته وأختين غير شقيقتين, كانت المسكينة تخدمهم بكل طاقتها "تغسل, تكنس, تطهو...", كانت تعاني الأمرين, بين فقدان الصدر الحنون و طأطأة الرأس لامرأة لا تعرف الرحمة أو الشفقة, لتستمر معاناتها في صمت وركود جاف, إلى أن جاء يوم أعلن فيه القصر الملكي قرار إحياء حفلة تشارك فيها جل بنات القرية, ليختار الأمير سعيدة الحظ التي تستطيع اختراق فؤاده والفوز بحبه, وبسبب جفاء وقسوة زوجة الأب لم تتمكن سندريلا من الذهاب رفقة أختيها إلى الحفلة, مما أثار حزنها وجعل حبات اللؤلؤ تشق طريقا نحيفا في خدودها المحمرتين, لكن وفجأة ظهرت ساحرة طيبة ساعدتها في الذهاب إلى الحفلة بأهى حلة, مع وضع شرط رئيسي وهو أن لا تتأخر سندريلا عن منتصف الليل, فقبلت المسكينة شرط الساحرة برأس مطأطأة كعادتها.

وصلت سندريلا إلى الحفلة ومع أول خطوة على عتبة القصر أثارت انتباه الأمير واستحوذت على قلبه النظيف من أي تجارب غرامية سابقة, رقصوا, تكلموا, تهامسوا, لكن الوقت لا يرحم ولا يشفق, دقت ساعة منتصف الليل, لتوقض الفتاة من أحلام سرقتها خلسة من الزمن, ركضت تجري إلى واقعها المأساوي قبل أن يكتشف أمرها وتصبح مهزلة أمام العيان, وبين الركض هربا من الأمير الذي كان يلحقها وسرعتها في مواجهة عقارب الساعة تسللت من رجلها فردة حذائها الزجاجي, هذا الحذاء الذي أصبح فيما بعد حلقة وصل أو بالأحرى وسيلة يجد بها الأمير محبوبته الضالة, وبالفعل وجد الأمير فاتنته من خلال الحذاء الزجاجي, الذي كان ورقة حظ لسندريلا كسبت بها حياة سعيدة ورغيدة.

إذن ما رأيكم في القصة؟ أ يعقل أن يتعرف الأمير على فتاته من خلال حذاء؟ إلا إذا كان وراء الأمر رمزية قصصية لم يفهما عقلي القاصر.

أيعقل أنه لم يتذكر وجهها؟ فلنفرض أن ذاكرته ضعيفة, ولكن إن كان كذلك, فسينسى روحها كما نسي شكلها, أم أنها كانت عادية وتشبهها كثير من الفتيات؟ لكن عين المحب تجد تميزا في الحبيب ولا تخطئه أبدا.

أعزائي الحالمين القصة وما فيها, أن الأمير لا يريد أن يتواضع وينزل إلى درك العامة ويخرج من قصره ليبحث عنها, فأرسل حذائها مع خدمه ليعثروا عليها, والغريب أن كل ما كانت ترتديه سندريلا عاد لسابق عهده بعد حلول منتصف الليل, إلا الحذاء الزجاجي الذي لم يعد إلى قبقاب بال.

لكن ماذا نفعل في عالم يصر فيه الجميع أن يحملوا الأطفال على اجترار سخافات غير منطقية.

samedi 31 mars 2007

الراحة في بيت الراحة

"عيش نهار تسمع خبار" مثل لطالما كان رفيق دربي في الحياة, رغم أنني أعمد إلى تغييره في بعض الأحيان ليصبح "عيش سويع تشوف مصايب", بحكم احتوائه على حمولة كبيرة من المعاني, لأنه وللأسف لم تعد تسمع ما يثلج صدرك, أو ترى ما يسر نفسك, فشوارعنا المغربية أصبحت تعاني العديد من المشاكل والاضطرابات, التي تجعل كل مهتم منا يعيش وسط دوامة من الحيرة, وأمواج عالية من أسئلة تصب في كيفية التصدي لها والتخلص منها.

لم أتوقع أنه سيأتي يوم أتجول فيه بين أحضان شوارع مدينتنا الاقتصادية الكبرى, لأرى فيها أشخاصا مولين وجوههم للحائط دون أدنى خجل أو احترام بغية التبول, هذا الحائط الذي لو كان ينمو لأصبح لدينا أعظم وأعلى صور بالمغرب ينافس بذلك صور الصين العظيم, لكن مع عدم نسيان أشهر جملة وهي غالبا ما نجدها محفورة على جدران الشوارع "ممنوع التبول وشكرا", جملة ألفناها و اعتدناها لكن لم يكلف أحد نفسه عناء التفكير في معناها, أو المغزى في كتابتها, والدليل على ذلك أننا نجد أشخاصا يتبولون بجانبها متجاهلينها تجاهلهم للمارة, وكذا للتقاليد والأعراف التي تحت على ستر العورات.

كيف لنا أن نحترم مجرد كلمات منقوشة على حائط متسخ, في حين أننا لا نحترم الأحياء حتى ولو كان نباتا, لأن الحدائق هي أيضا لم تسلم من أمطار البول التي تجعلها أكثر نضارة وخصوبة, مستغنية بذلك عن أمطار السماء.

لذا يجب على المسؤولين أن يؤجلوا كل مشاريعهم الكبرى وكل أوراشهم التنموية الضخمة التي يفرعون لنا بها رؤوسنا كل يوم في نشرات الأخبار, وجلسات البرلمان, ويبدأون بتشييد مراحيض لهؤلاء المساكين من الشعب, مراحيض يرتاحون فيها عوض الالتجاء عند قضاء حاجاتهم الطبيعية في حالة الطوارئ إلى الجدران والحدائق العمومية.

mercredi 21 mars 2007

يقولون...



يقولون إننا في القرن 21

يقولون إننا في أحضان أكثر العصور تطورا

يقولون إننا على عتبة أبواب العولمة

وبدوري أضم صوتي لكل من يقول هكذا شيء, نعم لقد نجحنا في الوصول إلى قمة التطور مقارنة مع سنوات الماضي, نجحنا في تطوير البنايات الشاهقة, والطرق المعبدة, ووسائل النقل السريعة, والأغذية المتنوعة, والأكسية المختلفة.

نعم نجحنا في تطوير الماديات والمظاهر لكن للأسف فشلنا في تغيير الأفكار المتكلسة وإبادة العقول المتحجرة, قلدنا مظهر الآخر لكن الجوهر مازال شبيها بأفكار الجاهلية السالفة.

كيف لنا أن نجرأ على القول أننا في أكثر المراحل تطورا والعين تخجل ما تراه في شوارعنا الضخمة من سرقة واعتداء على الضعفاء, تخجل لسماع كلمات نابذة ساقطة من شباب عربي مسلم يسب بها خالقه ورب نعمته عوض شكره وطلب مغفرته.

نخجل عند رؤية وحش مجرد من كل مقومات الإنسان يسعى إلى اغتصاب عالم بريء, وحش يختبئ وراء الستارة ممددا يده الملوثة, لتدنس عالم طفلة أو طفل بريء قصد إشباع رغباته الجنسية الوحشية.

تخجل من رؤية فتيات يتعرضن للتحرش دون أدنى تدخل من أحد, بل على العكس ربما تسمع تصفيقات مشجعة لذلك, حتى تضن بنفسك أنك في غابة لا يحكمها سوى الأقوياء, لا أمن يحمي, ولا سلطة تردع, ولا أعراف أو تقاليد تشفع.

نعم نخجل وقلوبنا تتمزق عند رؤية أم ترمي بفلذة كبدها في حلك الضلام, تتركه ضعيفا مجردا من سلاح يواجه به ضربات البرد القاسية, تتركه لشبح الزمن يفعل به ما يشاء دون رحمة أو رأفة, ليعود بنا شريط الذاكرة إلى عصر الجاهلية الذي كان الآباء فيه يئدون بناتهم دون رحمة أو شفقة, لكن مع فرق كبير بيننا وبينهم, على الأقل هم كانوا أرحم منا لأنهم كانوا يحددون مصير فلذاتهم يرسلونهم في برقية مستعجلة إلى خالقهم ليتولاهم ويرعاهم, عكس اللحظة فأبنائنا يتركون لمواجهة المجهول وما أدراك ما المجهول, في القديم كان الوأد من طرف الأب الجبار أما الآن وللأسف أخجل أن أقول أنه من طرف أحن صدر يلجأ له الطفل في وحدته وهو الأم, الأم التي سلخت من صفة الأنوثة... الرحمة... الرقة... العذوبة... الحب والعاطفة, أم استقرت أظافر راحتها إلى مخالب تعكس قسوتها, أم غذت حمرة شفاهها مصاصة دماء.

إذن كيف يقال عنا أننا متطورون, وأجسادنا الضخمة هاته تحمل عروقها دماء سوداء ملوثة بأفكار اعتقدنا في وهلة أنها طمست مع الماضي, لكن هيهات فالماضي القاتم يعود أدراجه, والملاحظ أننا سنستعيد عصرا طوته الأيام, عصرا تبرأ منه الإسلام ألا وهو الجاهلية.

يااااه كم هي غريبة هذه الحياة, فهي مليئة بالمصادفات العجيبة, وكم الزمان قادر على تكرار نفسه, لكن كما يقال إذا أعاد الزمان نفسه, فإنه وللأسف يعيده بصورة كاريكاتورية سمجة.