mercredi 4 avril 2007

مطاردة هتشكوكية داخل حافلة بيضاوية

يعتبر أغلب سكان مدينة الدار البيضاء, حافلات النقل الحضري التي تقلهم يوميا قفصا قصديريا, يخافه كل من اضطرته الظروف لارتياده, خاصة البسطاء منهم.

فداخله تسرق وتنهب أغراضهم الشخصية, وتفتش جيوبهم في خلسة منهم, و تطالهم أيادي المتشاجرين, كما تتعرض داخله النساء إلى التحرش الجنسي, دون أدنى تدخل من أحد, كلها مشاهد ومواقف يومية, تتكرر معايشتها أمام من اعتاد وألف استعمال حافلات النقل الحضري بمدينة الدار البيضاء, قبل الوصول إلى مقر عمله, إلى حد أصبحت معه لدى أغلب الأشخاص أمرا مسلما به.

استقليت نهاية الأسبوع الماضي, الحافلة رقم 33 المتجهة من وسط المدينة إلى حي البرنوصي, كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف بعد الزوال, والصمت سائد داخل الحافلة, كل واحد من الركاب ينزوي في جهة, فالكل يعاني من حرارة الشمس المرتفعة في مثل هذه الفترة من اليوم, يستنشقون بصعوبة هواء ملوثا بسبب ما يحمله معه من حرارة.

وقبيل بلوغ الحافلة محطة الوصول ببضع أمتار, انتبه ركاب الحافلة إلى راكب نهض من مكانه بسرعة البرق, فهم ممسكا بشاب في مقتبل العمر, انتابت كل الركاب موجة من الأسئلة, بعضهم عبر بملامح وجهه عن تعجبه لما رآه, وآخرون استغربوا خاصة بعد أن طلب الرجل من السائق إيقاف الحافلة, وبرر تصرفه بكون الشاب رمى بشيء من النافذة, لم يتسن للركاب فهم طبيعة ومحتوى هذا الشيء.

لكن السائق لم يعر اهتماما لأوامر الرجل, ما دفع بهذا الأخير إلى الكشف له عن هويته, باعتباره رجل شرطة, حينها خضع السائق لأوامر الشرطي, الذي أحكم قبضته على الشاب ريثما يعود بدليل إدانته, فاتضح لمجموع الركاب الذين ظلوا لوقت طويل يفكون لغز اعتقال مفاجئ داخل الحافلة, إلى أن الشاب متهم بحمله لبعض الغرامات من مادة "الحشيش".

فالشاب ضبط في حالة محاولة لاستهلاك مادة مخدرة في الحافلة, التي تعتبر مكانا عموميا يفترض على كل فرد أو مواطن احترامه.

مع وضوح "السيناريو" توقف السائق عند أقرب مخفر للشرطة, ونزل رجل الأمن بعد أن كبل يد الشاب, وأرفق معه دليل الإدانة, لينظر في أمر استعماله لمادة ممنوعة قانونيا في مكان عمومي.

انقلب الصمت الذي كان سائدا بالحافلة إلى ضجيج بفعل تبادل النقاش وتقديم التفسيرات واستحضار البدائل, وكأن بالمكان تحول من حافلة إلى قبة برلمان انقسمت داخلها الآراء بين معارضين ومِِؤيدين للواقعة, بينما ظل آخرون في مكانهم, فضلوا أن يبقوا محايدين لما وقع, وإن علق أحدهم على ما حدث بعبارة "إلى طاحت البقرة كيكتروا الجناوى".

وفي مقابل ذلك عبرت شابة من الركاب عن أمنيتها في أن يفكر المسؤولون بوضع شرطي بزي مدني في كل حافلة من حافلات الدار البيضاء, "ولو لمدة يومين في الأسبوع, أخدا بعين الاعتبار أوقات الذروة التي تتحول فيها الحافلات إلى غابة ينتصر فيها القوي على الضعيف", واسترسلت قائلة "تمنيت أن يأتي يوم أركب فيه الحافلة مطمئنة القلب, فلماذا لا تكون شرطة القرب في الحافلات أيضا, تردع كل من تسول له نفسه إيذاء الضعفاء والتحرش بالنساء؟ لماذا لا نجعل المواطنين يحسون بالأمان في رحلة سفرهم بين شوارع البيضاء"

1 commentaire:

flyhi a dit…

هههههههههههههههه عندنا فى مصر بيحصل اكتر من كدا ومش فى الاتوبيس بس لا دة كمان بيحصل فى مترو الانفاق وربنا يحفظنا