mardi 29 mai 2007

التهمت كبد زوجها بعد أن طعنته بالسكين

في سجن النساء بالإسكندرية حكايات تليق بعالم هوليود وجرائمه السينمائية, هنالك نساء من كل فج ارتكبن جرائم من كل نوع, وفي الآونة الأخيرة انضمت نزيلة جديدة إلى السجن لتحتل حكايتها صفحات الجرائد المصرية.

موجز حكاية هذه المرأة أنها كانت فتاة كما الفتيات كلهن, تحلم بعش يجمعها بفارس الأحلام, يأتيها بجواده الأبيض الناصع كحبات الثلج, لينقدها من وحل الفقر والعدم الذي تعيش فيه وأسرتها منذ وفاة أبيها, لم تكن تعلم أن هذا الحلم سيجعلها تدفن شبابها بين أركان وجدران زنزانة متعفنة محرومة فيها من التمتع بأبسط الحقوق.

أول لقاء كان بين سناء وفريد في عرس عائلي يملؤه الفرح والزغاريد, حيث اختلسا فيه نظرات الحب والإعجاب وابتسامات رقيقة يختلسها غير المتزوجين بين عشرات المدعوين, ليتحول هذا الإعجاب المختلس إلى حب ظاهر أمام العيان بعد زواجهما السريع, و الذي انتقلت بعده سناء رفقة فارس الأحلام إلى عش الزوجية, هذا الأخير الذي طالما نسجته بمخيلتها, لكن وللأسف لم يدم فرحها طويلا فقد تلقت صفعة مدوية بعد أول يوم من العرس, صفعة أيقظتها على واقع مرير شديد القسوة, هذا الواقع المتجسد في فارس الأحلام الذي كان يتعمد إهانتها بسبب وبدون سبب, يعايرها بفقرها وعوز أهلها وظروفها المادية الصعبة, كان دائما يهينها بقوله الجارح "لو قمت بتمزيقك إربا فلن تعودي إلى بيت أهلك, ولن يقبلك أحد هناك", هذا ما أدلت به سناء في تحقيقات النيابة بعدما انقلبت حياتها رأسا على عقب لقتلها فارسا لا طالما انتظرته بشغف وطول صبر.

تتباع سناء سرد قصتها أمام المحقق, لتنتقل من سرد ثلاثة أشهر من الجحيم والتعذيب والإذلال, إلى يوم الجريمة الذي لم يكن في الحسبان, عندما عاد فريد من عمله وهو في حالة سيئة, فحسب قولها أنه كان عصبيا لدرجة لا تحتمل, وعندما سألته السبب فوجئت به ينهال عليها بالضرب المبرح في كل أنحاء جسدها إلى أن أدماه في كل موضع, إضافة إلى الشتائم التي كانت كالأسهم السامة تخترق كلا من كبريائها وعزة نفسها, وقتها شعرت بأنه شيطان لعين في هيئة إنسان شرير.

ليتوالى التصعيد بين زوج مصمم على الإيذاء, وزوجة تحاول اتقاء المحظور وشراء الزمن, وينتقل مسرح الصراع من غرفة الجلوس إلى المطبخ الذي يعتبر في مثل هاته الحالات مخزنا لمختلف أنواع الأسلحة الدفاعية, حيث تمكنت فيه سناء الحصول على سكين كبير قصد تهديد زوجها وردعه, لكنه لم يبال بتحذيراتها واستمر في تحديها بالاقتراب منها مع السب والشتم والتهديد بقتلها.

مرت لحظات قليلة يتبادلان فيها التهديدات, ومع كل ارتفاع في نبرة الزوج واقترابه منها, تتذكر سناء كل الإذلال والشتائم والإهانات التي كانت تتلقاها منه, تذكرت الحلم الذي انهار بعد أول يوم من الفرح, والعش الذي تناثرت أجزاؤه في الهواء.

لتزداد وتنمو رغبتها الدفينة في الانتقام لما كان يفعله بها, ومن دون أن تفكر, طعنته بكل قوتها في كل أنحاء جسده حتى انفجر الدم كنافورة متصاعدة, وهوى الرجل غارقا وسط دمائه بعينين شاخصتين وسرعان ما فارق الحياة, عندئذ انتابتها نوبة هستيرية لتشق بطنه وتخرج كبده وتمزقها بأسنانها, لتشفي غليلها من الرجل الذي أذاقها الذل والهوان منذ أن تزوجته.

تقبع سناء حاليا في سجن الإسكندرية للسيدات, وهي تروي قصتها لزميلاتها غير نادمة على قتلها, إذ تقول "تخلصت من زوج دموي عدواني, ولو عاد للحياة لقتلته عشرات المرات انتقاما منه لما فعله بي".

Aucun commentaire: