lundi 28 janvier 2008

حنين إلى الماضي

حضرت يوم أمس حفلا بسيدي مومن بمناسبة إصدار أول شريط غنائي للأطفال, تحث عنوان "عطور" نسبة لمؤسسة "عطور" الخاصة التي قامت بإصداره.

الحفل شهد حضورا كبيرا, خاصة من طرف الآباء و الأمهات الفرحين بمشاركة أبنائهم في إصدار الشريط, جاؤوا لمشاهدة فلذات كبدهم وهم يِؤدون و لأول مرة فوق خشبة المسرح أغاني للوطن والدين والمدرسة والتربية, إضافة إلى حضور العديد من الجمعويين و الفنانين أيضا, ومن بينهم محمد عزام أبو العز, أو كما يفضل تلقيبه ب"بهلول" نسبة للشخص الذي يدخل البهجة إلى قلوب الناس, و الحق يقال فبهلول لم يبخل كعادته من رسم الابتسامة و الفرحة في أوجه الحضور, لاعب الأطفال, و قلد الصغار, و حاكى الجمهور بلهجته و طريقته العفوية, و الأجمل من ذلك رقص وغنى آخر جديده من أغاني الأطفال, التي تتحدث عن الألعاب القديمة "قاش قاش, كاري, عروسة وعريس...", ألعاب رافقت الأطفال في مرحلة طفولتهم وتسلوا بها أثناء أوقات فراغهم.

و كان بين الحضور أيضا مجموعة "تاكادا" رغم أنها لم تؤدي شيئا من أغانيها الخالدة, إلا أن حضورها كان كافيا و مشرفا للأطفال.

الحفل كان رائعا جدا, تخللته فرحة واندهاش الآباء بأبنائهم, لم يصدقوا أنهم يمتلكون مواهب دفينة في الغناء, مواهب أرادوا إثباتها و إظهارها للحضور دون تردد أو خوف من رهبة الخشبة و الجمهور الكبير, صراحة لم يتسنى لي من قبل حضور حفل غنائي للأطفال, و أضنه الأول من نوعه في المغرب, بحكم أن التجربة تعتبر الأولى من نوعها في مجال إصدار أشرطة غنائية للأطفال تحث مساهمة مؤسسة تعليمية خاصة .

بدأ الحفل و صعد الأطفال خشبة المسرح بزي موحد, و ابتسامة موحدة مشرقة, توحي لك ببرائتهم الدافئة, أول أغنية كانت بعنوان "عطور", وفعلا تمكن الأطفال من رش عطرها الفواح على الجمهور, جعلونا نغني ونصفق معهم دون شعور, و تلتها أغنية "مؤسسة محمد الخامس" و كذا "maroc" هذه الأخير التي أقسم أن بدني اقشعر عند سماعها, و عيناي اغرورقتا بالدموع من شدة تأثري بها, لحنها رائع و كلماتها أروع و أدائها لا يوصف, ليعود بي الحنين إلى الوراء, و يشتغل شريط ذكرياتي من جديد ليعيد لي أيام طفولتي, وبالضبط في السنة الرابعة ابتدائي حين جاءنا معلم جديد كسر الروتين الدراسي الذي كنا قد ألفناه من شدة امتزاجه بنا, الدراسة والحفظ و الكتابة لا غير, أستاذنا الجديد كان يدرس بالمملكة العربية السعودية, كان صغير السن عكس ما ألفناه في معلمينا العجزة, أتانا بروح شابة مليئة بالقصص و الحكايا عن عالم لم نسمعه من قبل, أخرجنا من روتين الدراسة إلى عالم المسرح مرورا بالغناء ووقوفا على الخشبة, علمنا كيف نصلي و كيف نرتل القرآن, علمنا ما كنا متعطشين إليه قبل مجيئه, وما افتقدناه قبل مضي السنة كلمح البصر, كانت تلك السنة هي الأولى والأخيرة التي تمنيناها أن تطووووووول و لا تنتهي.

للأسف كانت سنة رائعة لزالت لحظاتها محفورة في ذاكرتي, سنة لم تعد مرة ثانية لأن أستاذنا العزيز لم يدرسنا من جديد في المستوى الخامس ابتدائي, حيث عاد الروتين من جديد ليمتزج بأيامنا و حياتنا, ههههههه المسكين افتقدنا فقد كان متعطشا لنا, من ساعتها لم يفارق ضلنا إلى حدود الساعة.

لهذا أتمنى أن لا تكون هاته التجربة الأولى من نوعها, بل بابا كان موصدا و أصبح مفتوحا في وجه المؤسسات سواء الخصوصية أو العمومية, لمنح فرصة يمكن أن تكون ذهبية بالنسبة للأطفال الصغار لإبراز مواهبهم الدفينة, و التعبير عما يخالجهم دون أدنى خجل أو خوف بطريقة رائعة, وهي الغناء مفتاح القلوب الموصدة, وشمس العقول المكلسة.

أوقفت زر ذاكرتي للاستمتاع بالحفل, وخوفا من أن تفوتني هاته اللحظات,صفقت و غنيت ورقصت برجلي اليسرى معهم, تمنيت لو أقفز و أشاطرهم وقفتهم فوق الخشبة, عساي أعيد حنين الماضي المفقود, لكني قلت لنفسي تريثي ليس من حقك عيش زمن ليس بزمانك.

Aucun commentaire: