mardi 15 janvier 2008

غياب لمراجعة الأوراق


أعتذر منكم أصدقائي عن هذا الغياب الطويل, وأعتذر جدا عن عدم تهنأتي لكم بمناسبة حلول السنتين الجديدتين 2008 و 1429, و أعرف أن قلبكم واسع ورحب لقبول اعتذاري, خاصة بعدما أن تعرفوا السبب الكامن وراء اختفائي.

سبب غيابي راجع إلى انهماكي في مراجعة أوراق حياتي, بعد ما كنت جالسة أمام التلفاز, أتابع البرنامج الشبابي "شبابيك",و الذي يتم بثه مباشرة من قناة "دريم" المصرية, حيث كان موضوع الحلقة حول سنة 2007 وما تم فيها من إنجازات و مواقف, سواء على المستوي الشخصي أو الوطني أو العالمي, و كما جرت العادة فالبرنامج يستقبل اتصالات المعجبين, اللذين يبدون آرائهم واقتراحاتهم.

الحلقة كانت خالية من الضيوف, لأنها كانت موجهة للمستمعين فقط, والسؤال المطروح كان: كيف حلت عليك سنة 2007؟؟ بمعني هل حملت لك مستجدات غيرت حياتك للأحسن؟ أم لا قدر الله كانت سوداء كسواد الليل القاتم؟؟

معظم المستمعين كانت إجاباتهم على مستوى حياتهم الشخصية, مثلا هناك من تقول" لقد كانت هذه السنة فاتحة خير على حياتي حيث تمت خطبتي", وأخرى جد فرحة لزواجها بفارس أحلامها, و آخر أكمل دراسته و وجد وظيفة..., المهم أن كل المتصلين كانوا فرحين ب سنة 2007 و تمنوا أن تكون سنة 2008 مثيلتها أو أفضل.

سؤال قد يبدو للبعض عادي و منطقي, لكن هل فكرتم فيه و أنتم تودعون هذه السنة؟ هل من أحد منكم استرجع صفحات حياته الخاصة ب 2007؟

لا أضن, لا أضن أنكم استحضرتم ما مر من محطات, ولا حتى فكرتم في ذلك, حتى أنا لم يخطر ببالي التفكير في الأمر, إلى حين شاهدت الحلقة, ويا ليتني ما شاهدتها, لأني هممت بتقليب صفحات حياتي,و لم أجد سوى صفحات بيضاء, صفحات خالية من أي مداد يزينها, أو لون يؤثثها, بحث و بحث و بحث, ضغطت على زر ذاكرتي أملا في أن يعيد لي شريط الذكريات,لكن بدون جدوى, استجديت تجاعيد أفكاري علها تمن علي بلحيظات من الأمل و الفرح, لكنها وبدون شفقة صدتني, وحاصرتني بصور و مشاهد ضننت أنها تلاشت مع الأيام, لكن هيهات فآثارها لزالت محفورة في الدماغ, لم أجد خبرا أفرحني, أو موقفا سرني, لم أجد سوى الدموع التي جفت في مقلتاي.

المثير في الأمر أن سنة 2008 عندما طرقت دفة بابي, لم أستطع استضافتها, لأني كنت طريحة الفراش ساعتها, تركتها تطرق و تطرق و تطرق, إلى أن ملت, و سئمت, فرحلت, طبطبت على نفسي و قلت لها لا تحزني, فنحن لا ننتمي إلى هذه السنة, تعالي نعلق آمالنا على شجرة السنة الهجرية, تعالي نعود إلى جذورنا العربية, فهي أحن علينا بكثير من السنة الأجنبية.

و هاهي السنة الهجرية حلت, و ها أنذا جالسة أمام شجرة الأمنيات أنتظر منها فرحة, ابتسامة, كلمة حلوة تنتشلني من مستنقع الآهات, يدا تطير بي في سماء الأفراح, و بالفعل جاءت اليد الرحيمة, يد بريئة من قطرات الدم, نظيفة من أوساخ الزمن, و كطفلة صغيرة فرحة بلعبة جديدة تمسكت باليد, لكنها رفضتني, ألفتها فطردتني, أحببتها فكرهتني, تمنيت لو ظلت و حققت أحلامي, و خففت من عذابي, لكنها آثرت أن تقبرني في بحر الظلمات, آثرت أن تجثم على أنفاسي بدون شفقة أو رحمة, لتكون أول أيام سنة 1429 صعقة كهربائية من نوع 220v , صدمة جعلت جسدي ينهار كبيت قديم لم يبقى منه سوى الأطلال, أطلال يزورها من يريد استرجاع الذكريات,آآآه و أي ذكريات.

خاتمة التجربة أني أخذت على نفسي وعدا حرا, على أني لن أعيد الكرة مرة أخرى, و لن أعيد تقليب صفحات أوراقي مهما كانت الظروف, و أن أعيش يومي و أنسى أمسي, كي لا تجرني خيوط الماضي من جديد, و تجمد أحلامي و تدفنني في بئر الحزن العميق.

Aucun commentaire: