vendredi 8 février 2008

الهزيمة المرة


عودة صامتة للمنتخب المغربي من نهائيات كأس إفريقيا للأمم, عودة لم يتخللها زئير أسود الأطلس الذي اشتاق المغاربة سماعه منذ سنة 2004 في الدورة 24 التي قامت تونس باحتضانها, ليتحطم بذلك حلم الشعب المغربي و ينكسر الأمل الكبير الذي وضعوه في المنتخب, منتخب عاد و في جعبته هزيمة مذلة طردته مبكرا من كأس إفريقيا للأمم.

لتكثر الأسئلة و تخدش فضول كل مهتم عن السبب الكامن وراء هاته الهزيمة, أسئلة ولدت اتهامات تبادلها المسؤولون فيما بينهم, كل يرمي سبب فشل المنتخب للآخر.

لكن الغريب أن السيدة الجامعة و الإخوة اللاعبين أشاروا و بالإجماع للمدرب هنري ميشيل, و حملوه فشل المنتخب في الاستمرار في نهائيات كأس إفريقيا, و نست أو بالأحرى تناست الجامعة أن هذا السيد الذي أتوا به لقيادة المنتخب فشل في السابق و "طردوه", إذن لماذا أعادوه مجددا؟ سؤال يستدعي التفكير, أليس كذلك؟

هناك سؤال آخر للإخوة اللاعبين, أليس هذا السيد الذي غضبتم من تصريحاته التي استهدفتكم و انتقدتكم و حملتكم مسؤولية الإخفاق, مدحتم أسلوبه في التدريب و شكرتم تعامله مع اللاعبين قبل انطلاق الكأس والتوجه إلى غانا؟ إذ نسيتم, عودوا إلى أرشيف القناة الثانية لتروا تناقضكم هذا, أم أن القاعدة تقول من يمدحنا أهلا به ومن يذمنا علينا به؟

و مع ذلك صدقناكم و سرنا معكم في طريق الأحلام, علقنا آمالنا عليكم, عساكم أن تحققوا حلما طالما تمناه كل مغربي منذ 1976 أول وآخر مرة يتوج فيها المغرب بكأس إفريقيا.

تتبعناكم وشجعناكم كل ترك أشغاله يوم المباريات, و الكل نسي همومه و أحزانه عسى المنتخب يحي الحلم الموؤود, لم نبخل عليكم بشيء, حتى المكافأة التي صرفت في حقكم والتي قدرت ب 20 مليون سنتم لم نعارضها, خاصة بعدما لمسنا حماسكم و رغبتكم في الدفاع عن القميص الوطني, وافقنا لكن صمتنا قال "نتبعوا الكذاب حتى الباب الدار".

هههه لتكون حصيلة صمتنا هزيمة مذلة طأطأة رؤوسنا, وخيبت آمالنا, صفعة مدوية تلقيناها مجددا بعد هزيمتنا في الدورة 25 بمصر, هزيمة أرجع السيد هنري ميشيل أسبابها في التصريح الأخير له للسياسة الكروية المتبعة في المغرب, إضافة إلى إشارته أن المنتخب الوطني يفتقد للاعبين كبار يدافعون بقتالية و استماتة عن القميص الوطني.

يا لهذا العجب أوا نسي أنه هو من استدعى هؤلاء اللاعبين؟ وأدمجهم في التشكيلة الرسمية؟ أوا نسي مدحه و شكره لاحترافيتهم؟ أضنه نسي ذلك, مادام أن اللاعبين نسوا ذلك فلا حرج عليه.

وما زاد الطين بلة عندما صرح وقال أن السبب وراء عدم إدماج طلال القرقوري في اللعب و تركه ضمن لائحة الاحتياط, أنه لم يكن يلقي عليه التحية في الآونة الأخيرة مما جعله يتخذ موقفا سلبيا ضده, صراحة فهنري ميشيل معه كل الحق في غضبه من اللاعب طلال قرقوري. أليس كذلك؟

المهم أن السيدة الفاضلة الجامعة قررت من خلال ممثلها السيد الفاضل امحمد أوزال رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم, إقالة المدرب هنري ميشيل والاستغناء عن خدماته, لكنه لم يذهب خالي الوفاض بل و في جعبته مليار سنتم من مال الشعب, الذي بالطبع نحن في غنى عنها.

الآن ذهب هنري ميشيل, وحل محله مؤقتا السيد فتحي جمال, هل في رأيكم إقالته هي الحل السليم؟ هل الخلل يكمن فيه؟ أم يكمن في "الجذور"؟ ولما لا في اللاعبين؟

أسئلة نتركها للزمن فهو كفيل بالإجابة عنها بعدما تتضح خبايا الأسرار.

Aucun commentaire: