mardi 25 mars 2008

امرأة تحترم الرجال


شعرت بالإثارة عندما وقعت عيناي على العنوان, وبالدهشة والاستغراب وأنا أقرأ الخبر, وبالرعب عند استكماله, حاولت أن أطرد التفاصيل من رأسي, أن لا أفكر في نتائج الحدث, أن أعيش يومي وأنسى غدي, أن ألجأ إلى رحاب إيماني, وأقول إن كل ما يحدث على هذه الأرض هو بمشيئته تعالى, لكن الفكرة ظلت تطبق بكفيها على عنقي, وكأني أنا المهتمة الوحيدة على هذا الكوكب.

كان لابد من أن أنصاع لسيطرتها, وأن أعود إلى التفكير فيها, تلك الطفلة المستنسخة التي جاءت إلى هذه الدنيا, حسبما يزعمون من خلية مأخوذة من جسم الأم ومطورة في المختبر قبل إعادة زرعها في رحم الأم, قالوا إنهم سموها "حواء ", صراحة إنه اسم جميل, لكنه في لحظة أرعبني وكأني أسمع اسم "دراكولا" أو "ريا وسكينة".

مهلا, ما دخلي في الأمر؟؟ وما علاقتي بالموضوع ؟؟ فالأمر لا يخصني, بل يخص الرجال أعني مليارات الرجال في هذا العالم, لأن المدافعين عن قضية الاستنساخ هذه, يقولون لكم أنتم الرجال وبكل بساطة:"شكرا, لسنا في حاجة إلى خدماتكم, مروا على المحاسب وخذوا مستحقاتكم, أنتم مطرودون من الوظيفة أو بالأحرى محالون إلى التقاعد اعتبارا من هذا التاريخ".

نعم هذه هي الحقيقة المفزعة, إنهم يحيلونكم أنتم الذكور إلى التقاعد, لكي يحصروا في المرأة وحدها القدرة على التكاثر, ومعنى هذا أنهم يسيرون عكس التاريخ وضد الطبيعة وخلافا لكل الشرائع التي اعتمدتها البشرية قانونا لها على مدى قرون.

ألم تجلدكم الفكرة أنتم يا نصف الكون بسوط قاس؟؟ ألم تهنكم وتسخر من رجولتكم؟؟

لا بالمعنى الضيق للكلمة, وإنما بمعنى الطعن في أحقيتكم كإنسان كان نصف الدنيا, وكانت شريكته حواء نصفها الآخر, فإذا بها تصبح الكل في الكل ويصبح هو مجرد"خردة".

أتعجب كيف أن الخبر أثار مجرد اعتراضات عابرة, أتعجب كيف لم تخرج المسيرات في طول البلاد وعرضها, شرقا وغربا, شمالا وجنوبا, لاستنكار خطوة الاستنساخ هذه, ووقفها بالقوة, لأنها ليست قضية رجل واحد أو شعب واحد بل قضية عالم بأسره.

والأدهى من ذلك أن الاستنساخ لم يقتصر على الإنسان فقط, بل طال حتى الحيوانات, حيث ثم استنساخ نعجة صغيرة قالوا إنهم سموها "دولي" ليصبح بذلك ذكور الحيوانات هم أيضا مجرد آنية على الرف, وتختال أنثاهم بامتيازاتها وبرحمها القادر على احتضان الخلية, وإكمال إنضاجها والتمخض بها, ثم إطلاقها إلى النور, خلية لم يخصبها ذكر قط, خلية لم تأخذ من أبيها أي شيء لأنها أصلا بلا أب.

في السابق كانوا يسألوننا عن أخطر وأهم اختراعات القرن العشرين, وكنا نفرح ونعدد المنجزات: الهاتف, الإنترنت, التلفزيون, الطائرة, السيارة, الصاروخ, الفضائيات...

يااااااه ما كان أغبانا, إن هذا الحدث الجديد هو الأخطر قاطبة, ولن يوازيه في الأهمية إلا اختراع أرحام في بطون الرجال لكي يتساووا مع النساء.

نعم تحسس كرشك أيها القارئ لابد أن الأطفال قادمون في الطريق.


Aucun commentaire: